أثارت زيارة وفد من منظمة التحرير وحركة "فتح" والسلطة بالضفة الغربية، وتقديمهم التعزية بمقتل رئيس الإدارة المدنية التابعة للاحتلال، ردود فعل فلسطينية غاضبة ومنددة بهذا السلوك، خاصة في ظل انتفاضة القدس واستمرار جرائم الاحتلال.


وكان الضابط في جيش الاحتلال برتبة "جنرال" منير عمار، قتل عقب تحطّم طائرته، الجمعة الماضية، شمال فلسطين المحتلة.


وشارك في الوفد شخصيات من السلطة وحركة "فتح"، أبرزهم عضو اللجنة المركزية للحركة ومسؤول ملف العلاقات "الإسرائيلية- الفلسطينية" في منظمة التحرير، محمد المدني، وعضو اللجنة التنفيذية في المنظمة، غسان الشكعة، إلى جانب شخصيات من الداخل المحتل.


دعوة لمحاكمة المعزّين

وطالب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، رئيس السلطة محمود عباس بحلّ لجنة التواصل مع المجتمع "الإسرائيلي" التابعة لمنظمة التحرير، ومحاكمة من قاموا بتقديم العزاء بالضابط "الإسرائيلي".


ووصف خريشة في حديث لـ"قدس برس" ما جرى بـ"المُعيب والمُخجل" من قيادات فلسطينية، مستدركًا: "ما جرى هو تطبيع وزحف نحو الاحتلال، وتنكر لدماء الشهداء الفلسطينيين".


وعبر خريشة عن رفضه لـ"مبررات ساقها الوفد الفلسطيني"، حول أن الضابط المقتول "درزي وليس يهوديًّا"، متابعًا: "الدروز الفلسطينيّون هم فقط من يرفضون المشاركة في الخدمة بجيش الاحتلال".


ضرب لجهود المقاطعة

من جانبه، رأى عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، صلاح الخواجا، أن زيارة الوفد الفلسطيني والتعزية بضابط في جيش الاحتلال "يُشكل ضربة قوية" لكافة جهود وقف التطبيع ودعوات مقاطعة الاحتلال.


وقال الخواجا في تصريح لـ"قدس برس" إن التعزية بمقتل الضابط في جيش الاحتلال "خطر حقيقي" على مستقبل الإنجازات التي حققتها لجان مقاطعة الاحتلال في مختلف مجالاتها.


وشدد الخواجا على أن "أي لقاء فلسطيني- إسرائيلي، يندرج في إطار التطبيع والخروج عن فكر المقاطعة للاحتلال الذي توافقت عليه الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية".


وتُعد "الإدارة المدنية" جزءًا من جهاز تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي الذراع المسؤول عن تطبيق سياسة حكومة الاحتلال بالضفة وقطاع غزة في المجالات المدنية، وفق توجيهات المستوى السياسي وبالتنسيق مع جيش الاحتلال وجهاز الشاباك، وهي جزء لا يتجزأ من نشاط جيش الاحتلال وقيادة "المنطقة الوسطى" في الحالات العادية وحالات الطوارئ.


مشاركة شخصية

من جانبه، عدّ الشكعة في حديث لـ"قدس برس" أن مشاركته "شخصية، وذات طابع اجتماعي".


وأقر الشكعة أن "الزيارة جاءت لدواعٍ وعلاقات شخصية وأسرية مع الضابط الدرزي عمار وعائلته، قبل توليه مسؤولية الإدارة المدنية بالضفة الغربية (..)، ولا يمكن التخلي عن هذه العلاقات لأسباب وخلافات سياسية".