بقلم - احمد المحمدي المغاوري:
لم اعرفه من قبل ولكني بعد ما قرأت عنة وكأني عشت معه ومع سيرته الطيبة التي شهد بها من عايشه ونقل عنة ما كان منة مع الله ثم مع الناس، إنه أحد رجال وعظماء مصر ودعوة الإخوان المسلمين عالما وأستاذا وطبيبا ومربيا وحافظا لكتاب الله ومجاهدا وأخيرا شهيدا حيا عند الله . إنه العالم المصري الجليل الأستاذ الدكتور طارق_الغندور أستاذ الأمراض الجلدية بكلية طب جامعة عين شمس بعد أن تركته سلطة الانقلاب الخسيسة ينزف لمدة 6 ساعات دون أدنى رعاية واهتمام. فبعد 11 شهرا من اعتقاله في سجون الانقلاب الفاشي بدون أي تهمة أو جريمة .وتعنت من الانقلابيين في عدم توفير الرعاية الطبية له. تعرض لنزيف من المريء في السجن لإصابته بالكبد (نزيف دوالي المريء) وقد تم طلب عدة مرات نقله إلى مكان مجهز ولكن هكذا هو الانقلابي الحقير يرفض. فدخل الأستاذ في غيبوبة لمدة 24ساعة ثم ارتقي شهيدا .
وتلك هي سيرته
• أشرف الأستاذ الدكتور طارق على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وبحث علمي .
• له العديد من المؤلفات في مجال الأمراض الجلدية والعقم .
•يحفظ القران الكريم وحاصل على العديد من الدرجات العلمية في الدراسات الإسلامية
• اعتقل العالم الجليل من منزله يوم 18 ديسمبر 2013 ووجهت له مجموعة من التهم الملفقة العجيبة من قضاء الانقلاب الإرهابي.
• مات الحافظ لكتاب الله شهيدا من أجل دينه ووطنه وشعبة الحي منهم والميت
- يحكي عنه احدهم فيقول.من حوالي 22 سنة وكان يوم خميس بالليل وكان ننتظر رؤية هلال رمضان. كنت سهرانا في المسجد ننظفه أنا وإخواني استعدادا لصلاة الجمعة لأن خادم المسجد لم يكن موجود. وكانت الرؤيا قد ظهرت متأخرة. واتفق الناس على الصلاة بجزء ليس مثل كل عام وسيأتي شيخ حافظ يصلي بنا .وأخرنا صلاة التراويح حتى يأتي الشيخ و يصلي بنا انتظرت أنا و الشباب الشيخ . ثم فجأة إذا برجل من غير ذقن ويلبس بدله شيك..وزي ما بيقولوا بالبلدي "وشه سمح" فدخل و بدأ يصلي صلاة التراويح إمام بالناس. فقلنا لعل الأستاذ مش. جاي علشان كده أي حد يدخل يصلي الليلة دي و بكره الشيخ. هايصلي بينا . وجدنا الرجل يصلى و لا يقرأ من المصحف . قلنا عادي أغلب أناس حافظه أول ربعين في البقرة .ثم و جدناه لا يخطأ أبدا و صلى بجزء كامل دون النظر في المصحف و لم يخطأ مره واحده وهو الذي ألقى درس التراويح. وبعد الصلاة . نادى على الشباب الذين كانوا ينظفون المسجد و جمعهم حواليه بروح جميلة بها كثير من الدعابة.وعرفنا أنه هو الشيخ الذي سيصلى بنا التراويح هذه السنة.. وكنا في غاية الذهول لما عرف نفسه وقال طارق الغندور مدرس أمراض جلدية في طب عين شمس .
ويقول كان أكثر ما يجعل أي إنسان يحب أن يصلي خلف الدكتور طارق_الغندور هو ذلك الصوت الخاشع المتدبر لآيات الله .. كم أبكى خلفه من أناس بدعائه .. كم رأيته يحمل حذاء والده ليلبسه له بعد انتهاء صلاة التراويح وهو من كان يصلي بالناس إماما .. كم كان مرحا خفيف الظل يملأ المكان حوله بروح جميلة .. لقد كان قدوة حسنة في العلم و الدين .قتله العسكر في سجونهم قتلهم الله.رحمك الله يا دكتور طارق. ا.ه
- في صورة للشهيد رأيتها وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ولكم أثرت فينا وأجهش بالبكاء كثيرون. تلم الصورة صورة العالم الجليل د.طارق الغندور وبجواره زوجته المكلومه وأحد أطفاله نائما .بعد أن حرم منه أكثر من عام كامل.علق احدهم فقال. ليس العجيب في الصورة صورة الشهيد الحي فكم من شهيد وأخ عزيز ودَّعناه.لكن العجيب فيها هو ابنه النائم بجواره في سلام ملائكي عجيب ، فالنوم موته صغرى ، و كأن هناك حوارا علويا يجرى بينهما في هدوء و سكينة يوصيه فيه بالصبر و الثبات وإكمال الطريق .وهكذا اجتمعت الموتتان الكبرى والصغرى فى مشهد سيتوقف التاريخ كثيرا أمامه ،
- ستحكى الأجيال قصة هذه الصورة ، لتكون شاهد على عصر وعلى جيل و على أمة . ماتت فيها قلوب قاسية ماتت فيهم الإنسانية لما حيت كالأنعام بل هي أضل سبيلا.ورجال ماتوا من اجل شعوب ميتة.
- لا نودعك أستاذنا وشيخنا فلقد جاورت ربك أما نحن فمازلنا نجاور المجرمين والظالمين المفسدين الفاسقين فشتان بين جوارك وجوارنا.نم نومه العروس يا دكتور طارق.غدا تلقى الأحبة محمدا وصحبة إن شاء الله . نقول لك يا د.طارق أنت وإخوانك نحن على العهد إن شاء الله طبت حيا وميتا وما عند الله خير لكم
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}. وإنا لله وإنا إليه راجعون . وحسبنا الله ونعم الوكيل. فيمن فوض لقتل خيرة علماء مصر.د.طارق الغندور وإخوانه وأخواته. وإن غدا لناظرة قريب فسيكون القصاص من الانقلابين المارقين.فموعدهم في الدنيا المشانق وعند الله "مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ "