حازم سعيد :
مسرحية عبثية هزلية يحاول العسكر بها أن يوطدوا دعائم حكم فاشي ، ويشرعنوا فيها لانقلاب غاشم على الشرعية والديمقراطية ، ويثبتوا أركان سرقتهم لمقدرات شعب ووطن عقوداً أخرى تعادل ما مكثوه على قلب هذا البلد المنكوب منذ أكثر من ستين سنة ، حيث تقرر في برنامج الخائن الهاشتاج السيسي أنه ينوي المكوث على سدة الحكم المغتصب المسروق حتى 2050 .
ليس زواجاً شرعياً
استعارة من التصريح " الخايب " لوزير خارجية الانقلاب أن علاقتهم بأمريكا ليست علاقة ليلة واحدة وإنما هي زواج أبدي حيث قال ما نصه : " علاقتنا بالولايات المتحدة كالزواج الشرعي وليست نزوة " ، أقول أن الانقلاب بعد أن اختطف مصر واغتصبها على مدار ستين سنة ، فإنه يريد أن يكمل مسيرة سرقاته وسطوه واغتصابه لبلد ووطن وشعب إلى 2050 حتى تكمل المائة عدتها – هكذا ظهر الأمر من برنامج " الهاشتاج " المسرب .
لقد خلعت مصر نفسها في 25 يناير 2011 من حضن العسكري بعد أن ضاقت ذرعاً به وبجرائمه وفجوره ، وتحررت على مدار سنتين – في الظاهر - من قبح العسكر وسوء إدارتهم للبلاد وفسادهم الذي تجاوز الحدود والأوصاف ، ثم بالقوة والقهر والاغتصاب يريد العسكر أن يعيدوها إلى حضنهم في الظاهر كما هم في الباطن ( حيث كانوا يديرون المشهد في الخفاء ) ، ويبحثون لذلك عن " المحلل الديكور " ، وهو ديكور لأنه ليس زواجاً شرعياً .. المحلل يكون بعد طلاق من زواج شرعي ، أما الخلع من غصب وقهر وعلاقة لا ترتقي للعرفية فلا تحتاج إلى المحلل .. ولكنها روح الخائف الفزع ، وأبو جهل يخاف ، حين يقول للسيدة أسماء بعد أن لطمها : اكتمي عني ..
هكذا كل الجهلاء الطغاة الظالمين يخافون فيبحثون عما يدارون به بلاويهم وجرائمهم ، وحين يسرقون الأوطان فإنهم يبحثون عمن يطبل ويزمر ويهلل ويجعل من سرقتهم للوطن " كذب مساوي " وليس " صدق منحكش " .. هذا بعد نفسي لابد أن نتفطن إليه في صراعنا مع هؤلاء الأغبياء المجرمين وندرك أنه أحد أهم نقاط ضعفهم بخلاف النقطة الأولى والأهم : نسيانهم لرب العالمين سبحانه ولمكره " ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون " ...
من هو المحلل
أما المحلل ، فقد يتبادر لذهن القارئ من الوهلة الأولى أنه المدعو حمدين صباحي ، وهو حقاً محلل لآخر لمسة من لمسات الاغتصاب ، ولكنه ليس وحده ، وأيضاً ربما يمارس عليه من الضغوط ما يجعله يقبل شتيمة الأحرار والثوار وتحوله لـ " هاشتاج " أو " كومبارس " ويقبل هذا الكأس من المذلة والمهانة بدلاً مما يمكن أن يتعرض له جراء انسحابه أو تخليه عن المشاركة في المسرحية " المحللة " لما يفعله العسكر " ... حمدين صباحي إذن شخص يهدد ويضغط عليه ببلاويه التي سيعاني جراءها لو أنه انسحب .. فمن هم المحللون الآخرون ؟
إنهم : النظام القضائي الفاسد برمته ، وأستحي أن أضع إشارة اعتراضية لأكتب بينها " إلا القليل " فلا أكاد أراهم ، هذا القضاء الغاشم الأفاك الذي يسجن الأبرياء ويصدر أحكام إعدام جماعية عليهم " بالزوفة " ، محاولاً قهر الثوار والأنقياء وأطهر من أنجبتهم هذه البلد .
وهم الشرطة المجرمة الآثمة التي لهثت كالكلاب على الفتات الذي يرميه العسكر لهم ، ولو أن التافه الحقير " كل ضابط شرطة " يناصبنا العداء من أول " الملازم " وحتى " اللواء " اطلعوا على حجم ما يحصل عليه العسكر بالسرقة والغصب من مقدرات مصر لعلموا كم أنهم مخدوعون مضللون بما يلقى إليهم من الفضلات ، وكم أنهم تافهون .
" أرزقية " الشرطة الذين امتهنوا البلطجة والاعتداء على الثوار وسجنهم وانتهاكهم ، وارتضوا أن يكونوا أداة العسكر للسيطرة على البلد هم أحد المحللين لهذا الاغتصاب .
الإعلام المضلل المنتمي لرجال الأعمال ، وطبالوه وزماروه من أمثال عمرو ولميس وخيري وتامر ومحمود سعد ووائل الإبراشي ويسري فودة والقرموطي وغيرهم من التافهين الكذابين هم أحد أهم دعائم المحللين لهذا الاغتصاب .
الكنيسة المصرية المتطرفة ومن تبعها من مغفلي المسيحيين ، الذين أعماهم حقدهم على كل ما هو إسلامي ، واعتبارهم أن الغزاة العرب أخذوا منهم بلادهم ، وانطلاقهم من هذه الأرضية جعلتهم يرتكبون جريمة التعامل مع الصهاينة واليهود – الذين هم أعدى أعداء المسيح عليه السلام ، وفي عقيدتهم أنهم صلبوه – ليكونوا على رأس المحللين لجريمة اغتصاب مصر وسرقتها .
الرؤوس الرسميين الحكوميين لما يطلق عليه " المؤسسة الدينية " كالأزهر والأوقاف هم أحد أهم كلاب السلطة الذين حذرنا التاريخ الإسلامي منهم وقال عن أمثالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ثرثارون متشدقون متفيهقون ، وأن أمثالهم يبغضهم الله ، هم أحد المحللين لذلك الاغتصاب .
حزب الزور والظلام الذي بدأ يعاني ويلات الهجر والخصام من أصدقاء الأمس الانقلابيين والذين قال عنهم أنهم أقرب للإسلام ، ورؤوسه الخمسة أو الستة والذين على رأسهم برهامي ومخيون وغيرهم ممن أعماه حقده على الإخوان وحسده لهم ، هم أحد محللي هذا الاغتصاب ، بمعارضتهم للرئيس الشرعي والإخوان تارة ، ووقوفهم مع الانقلاب جهراً تارة ، وإثارتهم قضايا تافهة وفتاوى مضللة – بتعمد – للتغبيش على الثوار وقضيتهم الأساسية المتمثلة في دحر الانقلاب تارة أخرى وشغلهم عنها إلى ذلك الغث والهش والتافه ..
فئة ما يطلق عليه الفنانون والفنانات والرياضيون والرياضيات ، هم أحد أرذل الحشرات الطفيلية المضللة والتي تقتات على كل الموائد ، وهم كذلك بتصريحاتهم ولقاءاتهم وسلوكهم أحد محللي اغتصاب مصر ، وذلك أنها فئة تقتات من فتات موائد الحرامية ، ويعيشون الشهوات والأهواء ولا يريدون من أحد أن يحدثهم عن حلال أو حرام ، فتتقاطع مصالحهم مع المجرمين فيعيشون ككذابي الزفة من الإعلاميين حفلة وهوجة الفرح بالمغتصب وتأييده والسير في ركابه .
مجموعة ضباط الجيش الذين غرر بهم العسكري على محوري الوعود الشخصية والوعود العامة .. أما الشخصية من غرار المكافآت والحوافز مما يقع من القتات من لزوم مصاريف تثبيت دعائم السرقة ، وقد حصلوا عليه كاملاً ، والعامة من قبيل إصلاح شأن البلد وتخديرهم بمثل هذه الوعود بما تبقى لدى بعضهم من حس وطني ... هؤلاء أحد المحللين لهذا الاغتصاب بوقوفهم مع الخائنين ودعمهم لهم .. أو على الأقل بسكوتهم عنهم ..
من هو المحلل له
أما المحلل له ، فليس " الهاشتاج " السيسي ذاته ، مع أنه كبير المجرمين ، صحيح هو شخص نرجسي مريض دبر لنفسه الوصول للسلطة الحرام التي لا يستحقها ، ولن تكون له إلا لمماً ، ولن تدوم إن شاء الله ..
إلا أنه على الرغم من ذلك ليس المحلل له بشخصه وذاته ، وقضيتنا ليست في شخص ، بل هي في مجموعة من الرؤوس التي قضت مصلحتها أن يرزح العسكر فوق سرقة مصر واغتصابها .
المجلس العسكري ومجموعة الرتب والضباط قريبي الصلة منه والذين ينهبون من خيرات مصر بالمليارات ويتجاوز دخل الواحد منهم – القانوني الشرعي الحلال الزلال " في نظرهم طبعاً – عشرات ومئات الملايين شهرياً ، بخلاف ما هو تحت الترابيزة .
الثلة العلمانية التابعة للغرب والكارهة للإسلام الحاقدة على أهله ، والذين يحكمون البلد في الخفاء بشراكة مع العسكر ، يختفون تارة ، ويظهرون بعضهم تارة ليظهروا في المشهد كرؤساء حكومات أو وزراء أو حتى معارضين ، وهم في الحقيقة حكام البلد الحقيقيين - مع العسكر - كأمثال يحيى الجمل وحمدي قنديل وعلي السلمي وعبد الحليم قنديل ووحيد عبد المجيد والجنزوري والكفراوي وتهاني الجبالي وغيرهم ( هؤلاء ليسوا محللين .. بل محلل لهم ) ...
اليهود والصهيونية العالمية ، الذين يخشون حكم الإخوان ويدعمون العسكر ضدهم هم أول مستفيد ومحلل له فها هم يرتعون في سيناء ومصر بكافة ربوعها ، ويقولون أنهم يعيشون أزهى عصور التعاون مع مصر في عهد عميلهم ومرشحهم " الهاشتاج " لخراب مصر .
أمريكا والقابعون على سدة حكمها ممن يهمهم إرضاء طفلهم المدلل المغتصب للأرض العربية الإسلامية في فلسطين ، ومن يدعمه من اللوبي الصهيوني والمنظمات اليهودية بأمريكا .
الاتحاد الأوروبي الذي يرضي أمريكا ويسير في ركابها وفلكها يجمعهم كلهم دافعين : إرضاء الصهيونية العالمية ، وإرضاء معتقداتهم الكامنة من أنها حرب صليبية مقدسة ضد بلادنا الإسلامية .
هؤلاء بمجموعهم هم المحلل له والذين يغتصبون مصر وينتهكون الأرض والعرض في مشهد يوشك أن ينقضي بإذن الله وقدرته وبعد ذلك صمود الأحرار والأبطال والثوار داخل المعتقلات وخارجها ، وتقديم ضريبة فداء الوطن من شهداء وشهيدات ، وستىرى عيوننا النصر بإذن الله وعن قريب ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
كبسولة :
1. نصيحة أوجهها للصف الثوري ومن يقوده من تحالف دعم الشرعية وغيرهم ، أقول أن قضيتنا الكبرى وغايتنا العظيمة هي دحر الانقلاب وكسره والقضاء عليه ، لذلك فاحذروا من الانشغال عن ذلك بالقضايا الكثيرة التي تغبش علينا سيرنا من مثيل فتاوي برهامي أو مرتضى وسما المصري أو حتى صلح الهاشتاج بين فلان وفلانة أو فضيحة بلدية المحلة ... الخ .
وهناك قضايا أهم كالسجون وأحكام الإعدام وغيرها ولكن أيضاً هذه لا ينبغي أن تشغلنا ، صحيح نهتم بها ونسلط الضوء عليها ، ولكن لا ينبغى لها أن تكون شغلنا الشاغل ، حكمتنا وذكاؤنا وقدرتنا على النجاح هي في أن تصب هذه القضايا لصالح هدفنا الأكبر وهو دحر الانقلاب وتكون خادمة لذلك ، فلا تنشغلوا بما يغبش به جهاز المخابرات علينا ، وركزوا في أهدافكم الكلية وغايتكم الكبرى ، وأنا أعلم أن الله سبحانه سيبطل كيدهم ويقيني الجازم هو بالله سبحانه الحميد المجيد العزيز الكبير الذي علمنا في محكم كتابه : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم ، أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ... " وقوله سبحانه : " ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين " .
--------------