محمد يونس سالم :
وعيد الظالم ، وتعزية المظلوم :
ان القلب التقى النقي الفتى الواثق من نصر الله يرى أن الله يمهل ولا يهمل ويصبر على كل ظالم متجبر وينصر المظلوم حتى ولا بعد حين . وتذكر مع أخي حديث شريف في صحيح البخاري عن" أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد "
الظلم نهايته معلومة ومعروفه و لا بد أن يراها في دنياه أولا - " يقول الشيخ الشعراوي : الحساب في كل شيء مؤجل الى يوم القيامة ما عدا ظلم الناس فلا بد أن يقتص الله جل جلاله من الظالم في الحياة الدنيا حتى يعتدل ميزان الحياة ويعرف الناس أن الظلم له قصاص دنيوى بجانب قصاص الآخرة لذلك يقول رسول الله ( ص ) " اتقوا دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب يرفعها فوق الغمام ويقول وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين " انتهى كلامه رحمه الله .
وتذكر معي أخي :-
قوم نوح ولوط وصالح وفرعون وجنوده وصناديد قريش وكل طغاة العصر الحديث . ما هى نهايتهم في الدنيا قبل الآخرة .
تسلية المظلوم وتهديد الظالم :
يقول الله تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) سورة ابراهيم) يقول البغوى (الغفلة معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور ، والآية لتسلية المظلوم وتهديد للظالم ) فيا أيها المظلوم خفف همومك واطرحها أرضا لأن لك ربا يقتص من ظالمك فى الدنيا والآخرة . ويا أيها الظالم هرول فى الأرض مرحا وسرورا وفخرا وعزة وكبرياء فحتما ستأتي عليك سنة الله في نهاية الظالم من الوعيد والعقاب الشديد نراه في الدنيا لتقر به أعيننا ويطمئن به قلوبنا لهذا الجزاء ونسعد به ونراه فى الآخرة ان شاء الله فلا تفرح ولا تسعد فان مصيرك محتوم بالهول والعقاب الشديد . يقول شهيد القرآن سيد قطب (والرسول( ص ) لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون . ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون , ويسمع بوعيد الله , ثم لا يراه واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا . فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة , التي لا إمهال بعدها . ولا فكاك منها . أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع , فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة , مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك)
ذل وانكسار الظالم :
يقول الله تعالى (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) سورة ابراهيم - ويستكمل صاحب الظلال المشهد بقوله ( ثم يرسم مشهدا للقوم في زحمة الهول . . مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء , ولا يلتفتون إلى شيء . رافعين رؤوسهم لا عن إرادة ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكا . يمتد بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب فلا يطرف ولا يرتد إليهم . وقلوبهم من الفزع خاوية خالية لا تضم شيئا يعونه أو يحفظونه أو يتذكرونه , فهي هواء خواء هذا هو اليوم الذي يؤخرهم الله إليه . حيث يقفون هذا الموقف , ويعانون هذا الرعب . الذي يرتسم من خلال المقاطع الأربعة مذهلا آخذا بهم كالطائر الصغير في مخالب الباشق الرعيب : إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم , لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء ) انتهى كلامه رحمه الله .
أخي تذكر :
ان الله يمهل الظالم ولا يهمله أبدا .
ان الله "لا يدع الظالم يفلت , ولا يدع الماكر ينجو . . وكلمة الانتقام هنا تلقي الظل المناسب للظلم والمكر , فالظالم الماكر يستحق الانتقام , وهو بالقياس إلى الله تعالى يعني تعذيبهم جزاء ظلمهم وجزاء مكرهم , تحقيقا لعدل الله في الجزاء "" سيد قطب
"إن الله محيط بهم وبمكرهم , وإن كان مكرهم من القوة والتأثير حتى ليؤدي إلى زوال الجبال , أثقل شيء وأصلب شيء , وأبعد شيء عن تصور التحرك والزوال . فإن مكرهم هذا ليس مجهولا وليس خافيا "سيد قطب --
اعلم أن مدبر هذا الكون هو الخالق الله عز وجل فاطمئن واثبت على الطريق لكى تصل نهايته .
اعلم أن الله كريم لا يخذل أبدا أولياءه ولا أحبابه فان النصر فى النهاية للفئة المؤمنة ولا يضيرك شيء واسأل نفسك دائما هل أنت من هذه الفئة لتنجو أم لا .
أخي اعلم أن الطريق به شوك كثير فواصل المسير لكى تصل واصبر على الشوك تصل الى الثمرة .
أخى وفقك الله وسدد خطاك .
أخي الى الأمام دائما