: محمد منصور
ما توقع أحد أن يصير هاشتاج ( انتخبو- الع...) أقوى من الرصاص ؛ اذ سيستمر مفعوله يلازم صاحبه في الحياة و بعد الممات ؛ إذ مَنْ يخذل الله يخذله و مَنْ تتبع عورة امرئ مسلم ؛ تتبع الله عورته ؛ حتى يفضحه في عقر داره.
و قد ذكرني ذلك بأول هاشتياج في الإسلام ـ إن صح التعبير ـ دشنه أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ تحت عنوان ( امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ) و ذلك حين قال عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في الحديبية للنبي صلى الله عليه وسلم : " فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: " امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ " ، فَقَالَ عروة : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ ). رواه البخاري
قال ابن حجر – رحمه الله -: و " البَظْر ": قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة ..
وكانت عادة العرب الشتم بذلك ، لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة مَنْ كان يعبد مقام أمه ، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار ، وفيه جواز النطق بما يُستبشع من الألفاظ لإرادة زجر مَنْ بدا منه ما يستحق به ذلك.
وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: وفي قول الصديق لعروة (امصص بظر اللات) دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن؛ وعليه، فإن كان الموقف يستدعي التصريح بمثل هذا اللفظ إيثارا للمصلحة ودفعاً للمفسدة فلا حرج في ذلك، ولا تعارض بينه وبين نهي النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا الفاحش البذئ ). بدليل قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (148) سورة النساء، وأيضاً لو كان فيه مخالفة لنهاه النبي عن ذلك ، بل أقره وهو صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل. أ.هـ
و الآن قد اطمئن قلبي و سأتبع نفسى هواها بأن أنضم إلى حملة ( انتخبوا – الع ع ع ).