عبدالعزيز مجاور :

ما أن أعلن قائد الانقلاب ترشحه للرئاسة إلا وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي ب (هاشتاج) حقق أرقاماً قياسية في الانتشار بلغ نحو خمسة ملايين في ساعات معدودة على الرغم من معارضة الكثير لهذه الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف جمعت في كلمة (صرع) وإن كان يتم قراءتها بصورة عكسية نظراً لما تتضمنه من مدلولات ومعاني يرفضها المجتمع المصري، إلا انتشار هذا الهاشتاج بهذه السرعة يشير إلى حقائق نذكر أهمها:

أن الشباب هو من يقود معركة التحرير والمقاومة، والجميع يسير في ركب هذا الشباب، ويمكن تلخيص ذلك في تعليق البارع زين الدين توفيق في تويتر حيث قال (لا أستطيع المقاومة أكثر من ذلك) وقام بالاشتراك في الحملة، كما حاول الكاتب اقناع الشباب بتغيير الشعار فتم مهاجمته هجوماً لم يستطع صده فانضم للحملة في اليوم التالي.

أن الخوف قد مات في نفوس المقاومين للانقلاب بعدما تم ممارسة كافة أنواع البطش من قتل وتعذيب واعتقال، فليس لديهم حسابات يفكرون، وليس أمامهم سوى هدف واحد وهو تحرير مصر من الانقلابيين، وأن الانقلاب والانقلابيين الذين يمتلكون الرشاش والدبابة ليس لهم أي هيبة في قلوب الشباب الذي حطم الخوف.

إن أساليب المقاومة تتطور بسرعة رهيبة لأن الشباب ليس لديه قيود، ولم يكبل بالخوف الذي عاشته مصر طوال الستين عاماً الماضية، لذا فمن المتوقع أن تأخذ أشكال مقاومة الانقلاب أشكالاً غير مألوفة وغير متوقعة.

هناك تغير كبير في البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصري، منها زرع الكراهية وحب الانتقام بسبب عدم تقديم القتلة للعدالة ثم الأن تغير جديد في المزاج العام لن يتوقف عند حدود طالما استمر الانقلاب.

هذا الهاشتاج يؤكد أن الانقلابيين لن يستطيعوا أن يحكموا مصر في هدوء طالما شباب مصر هو القائد للثورة، فتحية لشباب مصر الأحرار وتحية لابدعاتهم.