محمود يونس سالم

ان القلب النقي التقى الفتى لا بد أن يفهم ويفقه قول الله بين انفروا – واثاقلتم .


المؤمنون والنداء :- عندما ينادى الله عز وجل المؤمنون فعلى الفور تنتبه القلوب قبل العيون والآذان وتتلقى الأمر الالهى بكل أريحية واطمئنان يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) التوبة .

 

ثقلة الأرض :- ان التثاقل الى الأرض والمكوث والركون والجاذبية لهذه الأرض لهى البلوى والمصيبة والهزيمة تأتى منها يقول سيد قطب رحمه الله (إنها ثقلة الأرض , ومطامع الأرض , وتصورات الأرض . . ثقلة الخوف على الحياة , والخوف على المال , والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع . . ثقلة الدعة والراحة والاستقرار . . ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب . . . ثقلة اللحم والدم والتراب . . والتعبير يلقي كل هذه الظلال بجرس ألفاظه:(اثاقلتم) . وهي بجرسها تمثل الجسم المسترخي الثقيل , يرفعه الرافعون في جهد فيسقط منهم في ثقل ! ويلقيها بمعنى ألفاظه: (اثاقلتم إلى الأرض). . وما لها من جاذبية تشد إلى أسفل وتقاوم رفرفة الأرواح وانطلاق الأشواق )

فيا أيتها النفس انفرى في سبيل الحق والشرع . يا ايتها النفس لا تتثاقلى فان في التثاقل الخيبة والندامة والهزيمة .

 

الا تنفروا  :- يقول الله تعالى (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة    

عقاب عدم النفير هو الاستبدال والوبال والخيبة .

يقول سيد رحمه الله (والخطاب لقوم معينين في موقف معين . ولكنه عام في مدلوله لكل ذوي عقيدة في اللّه . والعذاب الذي يتهددهم ليس عذاب الآخرة وحده , فهو كذلك عذاب الدنيا . عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح , والغلبة عليهم للأعداء , والحرمان من الخيرات واستغلالها للمعادين ; وهم مع ذلك كله يخسرون من النفوس والأموال أضعاف ما يخسرون في الكفاح والجهاد ; ويقدمون على مذبح الذل أضعاف ما تتطلبه منهم الكرامة لو قدموا لها الفداء . وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب اللّه عليها الذل , فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء )

 

الا تنصروه :- قال الله تعالى  (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) التوبه  - يقول سيد  رحمه الله (ذلك حين ضاقت قريش بمحمد ذرعاً , كما تضيق القوة الغاشمة دائماً بكلمة الحق , لا تملك لها دفعاً , ولا تطيق عليها صبراً , فائتمرت به , وقررت أن تتخلص منه ; فأطلعه اللّه على ما ائتمرت , وأوحى إليه بالخروج , فخرج وحيداً إلا من صاحبه الصدّيق , لا جيش ولا عدة , وأعداؤه كثر , وقوتهم إلى قوته ظاهرة ...... ويكمل سيد رحمه الله والقوم على إثرهما يتعقبون , والصديق - رضي اللّه عنه - يجزع - لا على نفسه ولكن على صاحبه - أن يطلعوا عليهما فيخلصوا إلى صاحبه الحبيب , يقول له:لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه . والرسول (ص)     وقد أنزل اللّه سكينته على قلبه , يهدئ من روعه ويطمئن من قلبه فيقول له:" يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللّه ثالثهما  

ثم ماذا كانت العاقبة , والقوة المادية كلها في جانب , والرسول - [ ص ] - مع صاحبه منها مجرد ? كان النصر المؤزر من عند اللّه بجنود لم يرها الناس . وكانت الهزيمة للذين كفروا والذل والصغار.)

 

النصر من عند الله والمعية من الله والجنود من عند الله وكلمة الله هي العليا فلما الحزن والألم والقلق فأبشر بنصر الله لأن النصر من عنده وحده فسر على بركة الله وأكمل المشوار الى النهاية فستجد الهناء والسعادة والبركة والريادة .

تذكر :-

انفروا ===== اثاقلتم =======الاتنفروا === يستبدل ======= الاتنصروه ===== فقد نصره الله === انفروا خفافا وثقالا  . الى الأمام دائما