مهندس/ محمود إبراهيم صديق
انتصر القائد المظفر سيف الدين قظز وشيخ الاسلام العز بن عبدالسلام في مواجهه الهجمه المغوليه علي بلاد الاسلام في ظل ظروف عصيبه استطاعا فيها اعاده تعبئه وتجميع الشعب المصري كان يومها الوضع السياسي الداخلي متأزما للغايه كما كانت هناك أزمه اقتصاديه طاحنه تمر بها البلاد وشعب متعدد الولاءات استطاع القائد والعالم توحيد مصر والشام لمواجهه الزحف الغاشم علي أرض الاسلام ....اذن نحن نستطيع .اذا كان هناك القائد الذي يرعي الله في شعبه و يبتغي القوه والعزه لامته ومعه ومن حوله علماء الاسلام الذين يستنهضون القلوب و يرفعون الغشاوات فلا ننشغل بموعد النصر ولا تقيم وزنا لقياسات القوي في معارك الحق والباطل فكل الانتصارات الاولي تحققت وكانت القياسات كلها ضد الفئه القليله العدد. فما أشبه الظرف والتوقيت . لا تندهش من بدايتي فلم اعود الي لروابط من المقال السابق لأبني عليها وانما أثرت بان ابدا بمشهد نهايه الصراع ليكون امام اعيننا . واثرت بان اصدر مشهد النصر . اردت ان اصنع رابطا ذهنيا بين الحدثين في التاريخ المصري .مع اختلاف قوي الصراع من حيث الطابع والاليات فقد كانت يومها ضد الغزو التتري واليوم نحن امام مهمه تخليص مصر و تحررها بمنهج سلمي .. يومها كل الظروف كانت عتيه في وجه القائد المظفر كما هو الان .ان كنت تتفق معي علي ان الشعب المصري لم ينفر او يستنهض قواه الي الشارع وأن يحدث حراكا من أجل دينه و شرعيته منذ ذلك التاريخ الا الان . فكل الثورات الماضيه في التاريخ الحديث لم تبدا شعاراتها بالخروج من اجل ابتغاء عزه الدين ونشر الحق في ربوع مصر . هذا عندما تتحدث ثوابت السياسه لترد علي كل من توقف عندهم الزمن في كيل الاتهامات لجماعه الاخوان المسلمون فالان وطبقا للتقارير الدوليه مصر اصبحت دوله هشه ولم تعد صاحبه مؤسسات داعمه و السعي الي حكم البلاد من قبل اي فصيل سياسي في هذا التوقيت يعد انتحارا سياسيا بكل المقاييس . يومها عاد القائد المظفر الي مصر بعد كسر التتار و ترك مهمه تطهير بلاد العراق الي اهلها بعد ان هان امامهم العدو . هو اليوم الذي سوف يبني فيه الشعب المصري الوطن بعد كسر الانقلاب فتلك مرحله حتما سوف يصطف فيها الجميع ..ذكر معلمي الاستاذ الدكتور محمود حسين – الامين العام لجماعه الاخوان المسلميين في احدي كتاباته بان المجموعات التي تمثل افتراءا الان علي اهل الحق كما كان الحال في قضيه النبي يوسف عليه السلام (لم يذكر القران آراء المجموعات التي ذكرناها من المجتمع لان قرارها ليس بيدها وتغيرت تلقائيا بتغير المناخ ولذلك يتساءل البعض كيف يكون الموقف والتعامل بعد انكسار الانقلاب بإذن الله وهناك فئات من المجتمع ما زالت مغيبة أو مشاركة في الظلم ...الخ أقول ان كتاب الله أغفل ذكرهم لأنهم قبلوا الا يكونوا رقما في المعادلة وان يكون امعات تحركهم الشهوات والاخرين دون وعي او ادراك ولذلك أقول للمشفقين على المستقبل بان الله سيكشف الحجب عن هؤلاء المغيبين ليروا الحقيقة لكن لسبب يعلمه الله عز وجل لا يريد ان يكتب لهم جزاء الوقوف مع الحق والدفاع عنه الا ان يسارعون بالعودة لربهم واعمال عقولهم وعدم اعمال قانون زليخة والوقوف بجانب الحق ضد الباطل ) اثرت ان اعطي تصورا لاحداث النهايه ان شاء الله تعالي .
في اداره الازمه ثمه نقاط هامه يرتكز عليها صناع القرار اعتمادا علي ما هو متاح من حلول وبدائل مع متغيرات الاحداث علي الارض عليك ان تعرف جنود الميدان ان جنرالا بلا جنود لا يصنع نصرا مؤزرا .ونحن في هذه الازمه جنودا اذا استحكم شيء في مواجهه الدعوه او أظلمت الدنيا من حولنا لم نفقد ثقتنا في ربنا ولا تهتز خطواتنا بل نحسن التوكل علي الله و نلجأ له بالدعاء والاستغفار فالفلاح بعد استفراغ الجهد من الأخذ بالاسباب و علينا ان نسلك بهمم اصحاب الدعوات في وقت الازمه حتي ننجو ونعبر بدعوتنا اوقات المحن وهنا اضع نقاطا ليست انتهائيه و انما هي لا تعدو كونها رؤيه في مرحله من اعقد المراحل في تاريخ مصر الحديث و نحن امام دعوتنا لا نستطيع كما ذكرنا ان نفصل الصراع من كونه عملا دعويا نبتغي فيه ارضاء الله تعالي .واعود هنا الي دراسه هامه للاستاذ وليد شلبي في فقه اداره الازمه لارتكز عليها تناول فيها اداره مرشدنا الراحل المستشار حسن الهضيبي لمرحله هام في عمر الدعوه و لنفكر سويا في اسقاط مفاهيم اداره الازمات علي الواقع الان ..........
فالدعوة دعوة الله، وما وقف الإخوان
- الاعتماد على الله هذه المواقف وما تعرضوا لتلك المحن إلا لله وفي سبيل الله، لذلك كان الاعتماد على الله سبحانه هو الأساس في المواجهة ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ فالاعتماد على الله سبحانه عنصر أساسي وبديهي في إدارة الصراع بين الحق والباطل، وهذا من صلب العقيدة؛ فالله هو المعين وهو الملجأ والملاذ وهو الغاية والهدف، ولا يجوز أن يديرَ مسلم مواجهةً بين الحق والباطل بدون طلبِ العون والغوث من الله سبحانه وتعالي (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
- الثقة في نصر الله فلنكن علي ثقه في نصر الله تعالي ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ونسال الله العلي القدير في وقت الازمات ان ننقي ونطهر قلوبنا و نجارب اهوائنا و شهواتنا عنصر هام لطلب النصر في وقت الأزمه .
- رؤيه ووضوح الاهداف ؛ ليعرفَ الإنسان على أي شيء سيثبت أو من أجل أي شيء سيضحي، فغياب الفهم الصحيح للهدف قد يسبب من المشكلات الكثير والثبات علي الاهداف في كل مراحل الصراع وان كنت لا تمتلك مقومات قوه الردع بما لا يتوافق مع ثوابت السلميه وفي ذلك نقدم التضحيات فان ذلك يذهب بالجانب الاخر الي الضعف والتساقط امام تماسك اصحاب الحق وتوحد صفوفهم فالازمه الحاليه تتطلب النفس الطويل فكما ذكرنا ان مهمه تحرير سلطات الوطن ليس امرا هيننا يقدم علي طبق من فضه .
- ان تمتلك رؤيه المساحات وابعادها في اداره الصراع و مرونه التعامل مع المتغيرات كل يوم فالاحداث دوما اسرع من اجتماعات متخذي القرار في الازمات التي يتسع حجمها الي هذا النطاق وان تمتلك رؤيه متسعه وشامله الي ان تنقل الصراع و تستقطب حشودا اكبر في قطاعات اخري من الشعب وتصاديه ان نمتلك بدائل التحرك في المسارات السياسيه والاعلاميه لتخفيف الضغط علي الحراك الثوري في الشارع وان تمتلك القدره علي التاثير والتوجيه بدقه وهنا نذكر دور الطلاب لنقف لهم اجلالا و تقديرا لدورهم ليس لشعور وجداني بحبهم في تغيير المعطيات علي الارض واضافه زخم الصراع وعوده اتزان القوي علي الارض بفضل دمائهم و جهوده و تضحياتهم .
- ان نظل نمتلك التواصل والمرونه مع القوي المعارضه حتي مع ألد اعداء الدعوه وكان الامام البنا رحمه الله يبقي الباب مفتوحا حتي يقلل من حده العداء والاستعداء و كان دوما ما يؤجل الخلافات المرحليه الي مرحله انتهاء الاهداف حتي لا نفقد طاقه النفس الاول في استمراريه الصراع وكان دوما ما ينهج الي نزع فتيل الازمات او تاجيل حدوثها مما يحقق مساحه اوسع من التقدم في المجتمع و استنفار قطاعات اخري رافضه للانقلاب.
- الثبات على الموقف والمبدأ ( الرجل موقف ) ينطبق هذا على الإمام المرشد وقاده الجماعه ، فلقد صبر الرجال على مواقفهم ومبادئهم ومن خلفهم ابناء الجماعه ، ولم يتزحزحوا عنها قيد أنملة، ولم يَحِدْ عنها لا بتهديدٍ ووعيدٍ ولا بترغيب، وكان هذا واضحًا جليًّا في موقفه من قادة انقلاب يوليو في عدم قبول أي مشاركة ولو نسبية في الحكومة ما لم تطبِّق الشريعة الإسلامية، وهذا ما اتفق عليه قبل الثورة لقد ظنَّ قادة الانقلاب أنهم سيغرونا بعدة وزارات أو مناصب ولكنهم واجهوا صنفًا جديدًا من الناس لا يلهث وراء منصب، ولكنه يضحي بكل منصب أو جاه دنيوي في سبيل عقيدته ومبدأه وفكره المستمد من القرآن والسنة، فهنا يبرز ثبات المجاهد الصادق
- الشجاعة فهي ركن أساسي وهام في إدارة الأزمة، فإذا وهن القائد أو تخاذل فسينهار كل من خلفه إلا من عصم ربي، ولقد كان الإمام حسن الهضيبي من الشجاعة بمكان ليقف في وجه أعتى التحديات وهنا نتعلم من قادتنا في السجون وثباتهم علي المواقف بشجاعه واقدام .
- فن الخطاب وهنا ان نربط علي جراحنا وان نتماسك بضبط اعصابنا تجاه المواقف وفي نشر رؤانا وحواراتنا مع بعضنا ومع اخواننا من ابناء الوطن مهمها لاقينا من أذي و ندرك انها بيعه الي الله وما اصعبها من مواقف حينما تجد كل الاعلام موجهها من اجل تجريمك ولكن علينا ان نرتقي بسمو ارواحنا الي قي دعوتنا وان نرتفع دوما باخلاقنا في سبيل ربنا وان ندعو للتواصل وان نظل بفكرتنا نحمل الخير لمصر وان نري بني وطننا اولي من انفسنا فكما نضحي في السجون لنتحمل ما نلاقي خارج السجون
يقول الحق تبارك وتعالي (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين، أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العاملين) سورة العنكبوت
ركضا إلي الله بغير زاد
وكل زاد عرضة النفاد.
إلا التقي وعمل الميعاد
والله الموفق والمعين ... والحمد لله رب العالمين
---------------------
رابط المقال السابق ...
http://www.egyptwindow.net/Article_Details.aspx?Kind=5&News_ID=42790
كاتب وباحث سياسي
https://www.facebook.com/pages/Mahmoud-Ibrahim-Sadeeq/146054652269689