حسن القباني
منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح
يريد قادة الانقلاب العسكري ، أبناء بلاط صاحبة الجلالة عاهرة تحت الطلب ، وبعضهم استجاب ممن ينتمون للتيار اليساري والفلول ، والباقي أبى وقاوم برأيه الحر وتمسك بمباديء ثورة 25 يناير ، فكان القيد في يده أو قضاة الإنقلاب في ظهره أو الرصاص في صدره أو في قائمة الإنتظار .
ودفعت الجماعة الصحفية والإعلامية ضريبة غالية لم تدفعها في العصر الحديث أو القديم في سبيل اعلاء كلمة الحق في وجه انقلاب جائر ، في جرائم نكراء وثقتها حركات صحفيون من أجل الاصلاح وصحفيون ضد الانقلاب وإعلاميون ضد الانقلاب والعديد من المنظمات الحقوقية المستقلة، وذلك في غياب شبه تام ، من مجلس ادارة نقابة الصحفيين ، الذي باع نفسه والمهنة والنقابة والثورة للعسكر.
وبمراجعة دقيقة ، لـ "99.9% " من القضايا التي احيل فيها صحفيون واعلاميون بعد الانقلاب العسكري لما يسمي "النيابة " والمحاكمات ، تجد جهل تام ومشين من محرري الاتهامات بدور الصحافة ورسالتها ، وهو جهل معتمد بلاشك ولكنه يكشف عن عداء واضح من سلطات الانقلاب لناقلي الحقيقة.
المفارقة ، تشهد بالعداء ، فعندما يصف صحفي حر ما يحدث بانه انقلاب عسكري يتهم بانه ينقل اخبار كاذبة ، وعندما يصف ما شاهده في رابعة والنهضة وغيرهم من مجازر يتهم بأنه يحرض علي الدولة ، وعندما ينشر صور للحقائق المفزعة التي تحدث علي الأرض يتهم باتهامات انقلابية مجنونة ، تعتبر القلم سلاحا والحاسوب قنبلة والكيبورد أس الفساد وحيازة كاميرا سبب الخراب ! .
وكانت "كلابشات" المعتقلة دهب حامد ، التي وضعت مولودتها حرية ، وهي في القيد ، حاضرة أمامنا بقوة ، ونحن نرصد ذلك الواقع الأليم ، حيث كشف متابعات الصحف والقنوات الاعلامية المحسوبة علي الانقلاب العسكري للقضية عن كذب بواح وتدليس جبان ، فالفتاة مقيدة لأنها قد تنتحر بحسب زعم الرقيب العسكري ومخبر الأمن ، بينما الحقيقة انها قيدت تعسفيا وظلما ، ونشر لها فرسان الحقيقة صورا قبل وبعد العملية تكشف خسة سلطات الانقلاب والتي حاولت التجمل باخلاء سبيلها بعد فوت الاوان.
فالانقلابيون حاولوا اخفاء الحقيقة في اعلام الانقلاب الكاذب ، وفي بيان نيابة الانقلاب المشين لتاريخ القضاء ، ولكن فرسان الحقيقة وحدهم قاموا بدورهم المهني والانساني في نقل الألم للعالم ليرى البشاعة ، فهل يتهم هؤلاء الأبطال ويترك من قام بتلك الانتهاكات المروعة؟!
إن السيسي والذين خانوا معه لا يقبلون بصحافة حرة ، ولا كاميرا حرة ، ولا يريدون أن يتعلموا ماهية الصحافة ورسالتها ، ويوظفون جهلاء يخطون بغباء اتهامات تجعل ممارسة الصحافة والإعلام بمهنية وصدق وجرأة في قول الحق جريمة ، بينما ممارسة الصحافة والإعلام بتدليس وغش وخداع وتزوير ونشر للكراهية وظيفة وطنية!
إن جيلا من أبناء صاحبة الجلالة وفرسان الحقيقة ، ولد في أعقاب انقلاب 3 يوليو ،لا يأبى الموت ، ولا يخشى رصاص الغدر ، ولا يبالي بارهاب الانقلابيين ، وسيواصل دوره ويحفر اسمه بحروف من نور في قائمة الأبطال ، في الدنيا ويوم الحساب.
إننا ندعو كل فرسان الحقيقة الي مواصلة الجهد والتحدي والصمود والابداع ، لنشر الحقيقة مهما كان الثمن ، فسيموت الانقلاب ولاشك ، وستنتصر الحقيقة ولاشك ، ووقتها سيرفعكم الشعب المصري علي أكتافه في كل ميادين ثورة 25 يناير ويحاسب المدلسين والقتلة ، يرونه بعيدا ونراه قريبا ، فابشروا بالنصر فهو وعد الله للمستضعفين، والله غالب على أمره ولكن أغبياء الانقلاب لا يعقلون !