محمد السروجي

أصوات طبول الحرب تتعالى هنا وهناك، نادي قضاة مبارك وبقايا إعلام صفوت وأذناب ثقافة فاروق حسني وبعض جيوب العدلي وعمر سليمان وجيوش الحزب الوطني المنحل شبكات المصالح التي توقفت لحين وبالطبع المعارضة التقليدية عديمة الحول والحيلة التي تحاول وبفشل متكرر ركوب كل الأمواج العالية والعاتية لكنها تغرق دون وعي في دوامات الارتباك وغياب الرؤية وتضارب المصالح.

مربعات وتكتلات تعي جيداً أن آليات الديمقراطية في التغيير ليست هي الحل لاعتبارات الغياب عن الشارع وندرة الشعبية واستعجال الأمور، هذا النمط الطائش من المعارضة والمنافسة لا يفكر بعقله بل أتصور أنه فقد عقله، هذا الهوس الإعلامي والقصف والقذف اللفظي دون اعتبار لحقوق الإنسان والحيوان والنبات التي صدعوا رؤوسنا بها ثم أهدروها في أول فرصة، حفلات الزار في فضائيات المساء والسهرة المحشوة بأبشع الألفاظ للجميع خاصة رئيس الدولة، التهديد والتحريض العلني بالقضاء على رئيس الدولة وحزبه وجماعته وكأننا بصدد حرب مقدسة يقودها الشيطان الأكبر.

من هنا كانت التساؤلات:
هل نحن على أبواب نهاية الديمقراطية في مصر وإلى الأبد بعدما فشلت المعارضة ديمقراطياً فكان الانقلاب على الشرعية وعلى الرئيس المنتخب هو الحل؟
هل يملك المدعون والداعون لحرب 30 يونيو وتحرير مصر من الاحتلال الإخواني يملكون القدرة على ذلك؟
 ولماذا لا يفعلون الآن قبل 30 يونيو لقطع الطريق على الرئيس وحزب الرئيس وجماعات الرئيس وليكن عنصر المفاجأة؟
أم أننا أمام سيناريو متكرر فاشل وعاجز إعلامي أكثر ما هو ميداني يملك الميكرفون مدفوع الأجر من هنا وهناك وأبعد من هناك؟
أليس ما يحدث من تهديد وتحريض جرم قانوني يستدعي التدخل الرسمي الفوري لحماية الأمن والسلم الاجتماعي؟
أم أننا قد استسلمنا أن بقايا قضاء مبارك قد عطلوا القانون وهدموا المنصة؟
وماذا عن أنصار الرئيس والشرعية؟ هل يعدون أنفسهم لهذه الحرب الوهمية؟
أم أن لديهم معلومات أننا أمام مواقف وتصريحات وتهديدات من النوع الفشنك لذا هم مطمئنون؟
وأين الدولة والحكومة من هذا المزاد العلني لهدم الدولة، هل سنفاجأ باعتقالات يونيو 2013م لحماية أمن الوطن والمواطن – أرفض ذلك - أم أن معلومات الدولة تقول أننا بصدد بانوراما ديمقراطية من النوع الآمن ولا مشكلة؟
ألا تتوقع الدولة وفقاً لمعلوماتها أن الاشتباكات قادمة لا محالة وأن الفريق الداعم بالمال والإعلام والسلاح من خلف ستار سينفق مالياً هذه المرة وببذخ لأنها معركته الأخيرة ثم يحمل عصاه ويرحل؟

العنف سيكون بمعدل أعلى على المؤسسات والشخصيات من كل الاتجاهات حتى يختلط الحابل بالنابل ويبدو الأمر وكأنه اشتباك متبادل، المسألة ليست بسيطة كما يظن البعض وتهوين الصغائر يجعلها كوارث.

الدولة مسئولة بحفظ أمن الوطن والمواطن وإن لزمت بعض القسوة على المخالف.
القادم ملئ بالفرص والتحديات، الدولة ... باستعادة الهيبة وتطبيق القانون وترسيخ الشرعية وحماية الديمقراطية ، والمعارضة ... التي تشرعن لنمط الانقلاب المتكرر بعيداً عن صندوق الاقتراع، وأخيراً بقايا نظام مبارك الذين يلعبون وبمهارة في المناطق الخالية وما أكثرها ...

حفظك الله يا مصر ....