تشهد مختلف محافظات الجمهورية، خلال الأسابيع الأخيرة، موجة قلق متصاعدة بين المربين والفلاحين عقب تزايد البلاغات عن ظهور حالات إصابة بين الماشية بمرض الحمى القلاعية، وهو أحد أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة، وتتسبب بخسائر فادحة للقطاع الزراعي والإنتاج الحيواني.
وبحسب ما أكده حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين فإن العديد من المناطق في الوجه البحري والدلتا شهدت تسجيل حالات إصابة جديدة، وسط مخاوف من تفشي المرض على نطاق أوسع، في ظل ضعف استجابة بعض المربين لحملات التحصين التي تنفذها وزارة الزراعة.
وأضاف عبد الرحمن أن المرض "سريع الانتشار ويزداد ظهوره في بدايات فصل الشتاء"، مشددًا على ضرورة تحصين المواشي بشكل دوري، والالتزام بتعليمات الأطباء البيطريين لتفادي انتشار العدوى.
وأشار إلى أن التهاون في التحصين أو شراء حيوانات جديدة من الأسواق دون فحص بيطري قد يؤدي إلى كارثة في الثروة الحيوانية، موضحًا أن "الحمى القلاعية" لا تؤدي فقط إلى نفوق الحيوانات، بل تتسبب أيضًا في انخفاض إنتاج الحليب واللحم بشكل حاد، ما ينعكس سلبًا على دخل المربين والأسواق المحلية.
الخدمات البيطرية: مليون رأس معرضة للإصابة بسبب تقاعس المربين
من جانبه، صرّح الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، أن الهيئة كانت قد أطلقت حملة قومية للتحصين ضد الحمى القلاعية خلال شهر أغسطس الماضي، تمكنت خلالها من تحصين نحو 80% من إجمالي الثروة الحيوانية، أي ما يقرب من 5 ملايين رأس ماشية.
إلا أن نحو مليون رأس لم تُحصن بعد، بسبب تقاعس أصحابها أو عدم تعاونهم مع الحملات البيطرية. وقال الأقنص إن "إصابة الماشية في تلك المناطق متوقعة جدًا"، لأن المرض ينتقل بسرعة كبيرة عبر الهواء أو من خلال التلامس المباشر وغير المباشر بين الحيوانات، مشيرًا إلى أن "فيروسًا في القاهرة يمكن أن يصيب ماشية في بني سويف خلال وقت وجيز".
وأوضح الأقنص أن مرض الحمى القلاعية موجود في مصر منذ عقود، وأن الهيئة تبذل جهودًا مستمرة للحد من انتشاره عبر حملات تحصين دورية كل أربعة أشهر، بالإضافة إلى متابعة حركة تداول الحيوانات في الأسواق، مؤكدًا أهمية التأكد من وجود الختم البيطري الرسمي على اللحوم قبل الشراء لضمان سلامتها.

