أعلنت إيران أنها تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميًا، فيما صرّحت إسرائيل أن الجبهة الرئيسية لحربها لم تعد غزة، بل باتت إيران ذاتها، في تحول جذري في استراتيجيتها العسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن طهران تضع حاليًا "كل الخيارات على الطاولة"، بما في ذلك إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، وثلث تجارة النفط المنقولة بحرًا، وفقًا للموسوعة البريطانية.

ويأتي هذا التهديد عقب الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الأراضي الإيرانية، والذي استهدف أكثر من 100 موقع، شملت منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان، إضافة إلى مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني ومقار عسكرية وقادة كبار، من بينهم تسعة علماء نوويين إيرانيين قُتلوا خلال الضربات، بحسب تقرير لموقع "الجزيرة نت".

في المقابل، لم تقف طهران مكتوفة الأيدي، إذ ردّت بهجمات صاروخية ومُسيّرة أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة أكثر من 200 آخرين، كما تسببت في أضرار جسيمة في بعض المدن، خصوصًا تل أبيب ومستوطنة ريشون لتسيون، رغم إعلان جيش الاحتلال أن دفاعاته الجوية أسقطت 75% من الصواريخ، وأن النسبة المتبقية سقطت في مناطق مفتوحة، "دون إضرار بالبنية التحتية"، وهو ادعاء ناقضته الصور المنشورة في الصحافة الإسرائيلية.
 

إسرائيل: غزة لم تعد الجبهة.. إيران هي "أرض المعركة"
في تحول كبير في العقيدة العسكرية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا أن إيران أصبحت ساحة الحرب الرئيسية، بدلًا من قطاع غزة، حسبما أوردت صحيفة هآرتس، في إشارة إلى دخول مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين الطرفين.

وأكد شلومي بيندر، مدير شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن بلاده تخوض معركة "وجودية" تهدف إلى تحييد البرنامج النووي الإيراني، قبل أن يتحول إلى تهديد فعلي لإسرائيل، على حد تعبيره.

وفيما اعتبرته تل أبيب ضربة "جراحية ناجحة"، أشار تقرير صادر عن معهد دراسة الحرب الأميركي (ISW) إلى أن الهجوم الإسرائيلي عطّل القدرات الإيرانية لمدة 18 ساعة فقط، قبل أن تتمكن طهران من استعادة منظومتها الدفاعية، واستئناف قدرتها على شنّ ضربات عميقة في العمق الإسرائيلي.
 

استهداف المصافي وردع النفط.. التصعيد يتخذ بعدًا اقتصاديًا
مع تصاعد نبرة التهديدات، أفاد موقع تايمز أوف إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي يدرس قصف مصافي النفط الإيرانية في حال أقدمت طهران على استهداف مراكز سكنية داخل إسرائيل، ما يضع المنشآت الحيوية للطاقة في دائرة الخطر المباشر.

وفي السياق ذاته، تعكس تصريحات النائب الإيراني كوثري بشأن إغلاق مضيق هرمز استعداد طهران لاستخدام سلاح النفط كورقة ضغط استراتيجية ضد إسرائيل وحلفائها، ما قد يؤدي إلى اضطرابات حادة في أسواق الطاقة العالمية.
 

الملف النووي يتعثر.. الحوار لم يعد له معنى
على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها لم تتخذ بعد قرارًا بشأن المشاركة في الجولة السادسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة المقررة غدًا، معتبرة أن الظروف لم تعد مواتية لأي تفاوض فعّال.

وقال المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، إن "التفاوض في ظل السماح للنظام الصهيوني بمهاجمة أراضينا لم يعد له معنى"، موجهًا اتهامًا مباشرًا لواشنطن بالتواطؤ مع تل أبيب، في تعليق واضح على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى في حديثه لـ"رويترز" تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق رغم الضربات الإسرائيلية.