تصاعدت وتيرة الحرب في اليمن خلال الساعات الماضية على نحو غير مسبوق، في تطور ينذر بانفجار أوسع في منطقة البحر الأحمر، بعد أن شنت القوات الأميركية سلسلة من الغارات الجوية على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ منتصف مارس الماضي ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين). ووفقاً لقناة "المسيرة" التابعة للجماعة، فقد نفذت المقاتلات الأميركية 29 غارة جوية مكثفة مساء السبت، استهدفت ميناء ومطار الحديدة غرب البلاد، ومناطق سكنية مكتظة في العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران ومأرب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، دون إعلان رسمي عن حصيلة دقيقة. مقتل مدنيين وإصابات بين العاملين في المجال الإنساني وقالت مصادر محلية في صنعاء إن غارات جوية استهدفت حي النهضة بمديرية الثورة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين. كما تعرضت مقبرة "ماجل الدمة" في مديرية الصافية، ومواقع متفرقة في أطراف العاصمة، لقصف جوي خلّف إصابات في صفوف المدنيين. وفي محافظة الحديدة، أفادت الأنباء باستهداف مباشر لمنشآت مدنية، أبرزها ميناء رأس عيسى ومطار الحديدة، الأمر الذي أثار مخاوف دولية من تدهور الوضع الإنساني، خاصة في ظل اعتماد الملايين من اليمنيين على تلك المنشآت كمصدر أساسي للإمدادات الغذائية والطبية. من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الغارات "استهدفت منصات تخزين وقود يستخدمها الحوثيون في عملياتهم العسكرية"، مشيرة إلى أن الهدف هو "تقويض القدرات الاقتصادية للجماعة". الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أميركية في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أن الدفاعات الجوية للجماعة أسقطت طائرة أميركية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper أثناء تنفيذها مهام قتالية فوق أجواء العاصمة صنعاء. وقال سريع إن هذه الطائرة هي السادسة التي يتم إسقاطها خلال شهر أبريل الجاري وحده. وتعد هذه الطائرات من أكثر الوسائل التي تعتمد عليها واشنطن في تنفيذ ضرباتها الدقيقة في المنطقة، ما يجعل من إسقاطها المتكرر تطوراً لافتاً في قواعد الاشتباك بين الطرفين. الأمم المتحدة تحذر: خطر على المدنيين وتسرب نفطي محتمل وعلى وقع التصعيد، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه العميق" إزاء الضربات الأميركية الأخيرة، التي قال إنها أسفرت عن مقتل 80 شخصاً وإصابة 150 آخرين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين في صنعاء. ونقل المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، بياناً حذر فيه من تداعيات الضربات على المنشآت الحيوية، خاصة بعد استهداف ميناء رأس عيسى، الذي قد يؤدي إلى تسرب نفطي كارثي في البحر الأحمر. كما أشار البيان إلى إصابة خمسة من العاملين في المجال الإنساني جراء الغارات، وهو ما يفاقم المخاطر التي تواجه منظمات الإغاثة في البلاد. ودعا غوتيريش الحوثيين إلى وقف هجماتهم على السفن الأميركية والإسرائيلية، وفي الوقت ذاته حثّ جميع الأطراف على التهدئة وتجنب مزيد من التصعيد. وتأتي هذه التطورات في سياق الحملة الجوية التي أطلقتها الولايات المتحدة في 12 مارس رداً على استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وتقول الجماعة إن عملياتها تأتي "نصرة لغزة" واحتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، التي دخلت شهرها السابع وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. شاهد: https://www.facebook.com/reel/516819344836848