ردّ الفلسطينيون في الضفة الغربية بصوت واحد، وبشوارع خالية، وواجهات مغلقة، على نداء الإضراب الشامل، رفضاً لمجازر الإبادة في قطاع غزة، ورسالة غضب مدوّية ضد العدوان الإسرائيلي الذي يدخل شهره السابع، مخلّفاً عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وغالبهم من النساء والأطفال.
فمن رام الله إلى الخليل، ومن نابلس إلى جنين، خلت المدن الفلسطينية صباح الاثنين من حركتها المعتادة، وأقفلت أبواب المحال التجارية، وشُلّت المؤسسات الرسمية والخاصة، وتعطّلت المدارس والجامعات، وتوقّف النقل العام، استجابة لنداء القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، التي دعت إلى يوم "غضب شامل" في الداخل والخارج، رفضاً للمجازر المستمرة بحق أبناء قطاع غزة، وتأكيداً على وحدة الدم والمصير.
تحرك موحد من الضفة إلى الشتات
النداء الذي بدأ محلياً تحوّل إلى حدث عالمي.
يقول عضو لجنة التنسيق الفصائلي عصام بكر إن دعوات الإضراب لم تأتِ من التنظيمات فحسب، بل جاءت أيضاً "بضغط شعبي وتحرك عابر للقارات"، مشيراً إلى أن نشطاء وحركات تضامن في أوروبا ودول عربية وإسلامية، دعوا إلى تحرك متزامن، احتجاجاً على التواطؤ الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف بكر: "الإضراب ليس فقط وسيلة للضغط، بل هو تعبير عن وحدة الموقف، ورسالة إلى العالم أن شعبنا ليس وحده، وأن شعوب الأرض تقف معه ضد المجازر والتهجير".
ويوضح أن هذا اليوم ليس للراحة بل للتحرك، حيث تشهد عدة مدن في الضفة الغربية والعالم فعاليات ومظاهرات أمام السفارات الأميركية والإسرائيلية، رفضاً للصمت الدولي على جرائم الحرب.
صوت الشعب في وجه آلة الحرب
الإضراب الشامل لم يكن استجابة سياسية فقط، بل جاء تعبيراً عن حالة الغضب الشعبي المتراكمة.
فمع دخول العدوان على غزة شهره السابع، وتزايد التقارير عن استهداف المدنيين، ومع تفاقم أزمة النزوح والجوع والدمار، شعر الفلسطينيون في الضفة الغربية بأن "السكوت لم يعد ممكناً".
وفي شوارع رام الله، رُفعت أعلام فلسطين على أبواب المتاجر المغلقة، وعلّقت يافطات تؤكد على "الوحدة الوطنية" في وجه الحرب، بينما علت مكبرات الصوت في بعض القرى بالدعوة إلى المشاركة في المسيرات الشعبية بعد الظهر.
رسائل سياسية إلى الداخل والخارج
القوى الوطنية والإسلامية شددت في بيانها الصادر عشية الإضراب على أن هذا التحرك "ليس حدثاً رمزياً، بل هو رسالة سياسية واضحة مفادها: لا عودة للحياة الطبيعية في ظل الإبادة".
البيان لم يكتفِ بالمطالبة بوقف العدوان، بل دعا إلى خطوات تصعيدية تشمل محاصرة السفارات الأميركية والإسرائيلية، ومقاطعة اقتصادية شاملة، ورفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال.
كما أعلنت نقابات عمالية وتعليمية وصحية انخراطها الكامل في الإضراب، مؤكدة أن "العدوان لم يعد شأناً سياسياً فحسب، بل قضية إنسانية تمسّ وجود الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة".