كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن تقرير خطير أعدته لجنة "ناجل"، المعنية بمراجعة ميزانية الدفاع الصهيونية، يحذر من "تهديد تركي جديد" قد يظهر في سوريا، معتبرًا أنه قد يكون بنفس خطورة التهديدات التقليدية التي يواجهها الاحتلال الصهيوني في المنطقة.

وبحسب التقرير، فإن تعزيز قوة الجيش السوري قد يؤدي إلى تحول غير مسبوق في موازين القوى، خاصة إذا أصبح "وكيلًا" لتركيا، مما يعمق احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة بين تل أبيب وأنقرة.
 

تركيا وسوريا.. تحالف يثير القلق الصهيوني
   يشير التقرير إلى أن دخول تركيا بقوة إلى الملف السوري قد يسمح بإعادة تسليح الجيش السوري بسرعة كبيرة، ما سيخلق تهديدًا استراتيجيًا للاحتلال. وجاء في التقرير:
"إذا تمكن الجيش التركي من بناء نفوذ قوي في سوريا، فقد تجد إسرائيل نفسها أمام تهديد غير مسبوق يتطلب استراتيجيات جديدة لمواجهته."

وربط التقرير ذلك بما أسماه "حلم تركيا بإحياء الإمبراطورية العثمانية"، معتبرًا أن النفوذ التركي المتزايد في المنطقة قد يقود إلى صدامات مباشرة مع إسرائيل، خاصة في ظل تزايد خطاب المواجهة الصادر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 

التوتر الإسرائيلي التركي.. من الدبلوماسية إلى القطيعة
   منذ حادثة الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا توترات متقطعة، إلا أن الجهود الدبلوماسية نجحت جزئيًا في تحسين العلاقات، خاصة بعد لقاء الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بأردوغان في أنقرة عام 2022، تبعه لقاء بين يائير لابيد وأردوغان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لكن اندلاع الحرب في غزة عام 2023 فجّر الخلافات من جديد، حيث جمدت تركيا التجارة مع إسرائيل، وأوقفت رحلات "الخطوط الجوية التركية" إلى تل أبيب، في خطوة اعتبرها الإسرائيليون تصعيدًا اقتصاديًا خطيرًا.
 

تصريحات أردوغان وتصاعد الأزمة
   بعد اندلاع الحرب، صعّد الرئيس التركي من لهجته ضد إسرائيل، مقارنًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهتلر، ومهددًا بشكل مباشر إسرائيل قائلًا: "إذا لم نوقفهم في غزة، من يضمن لنا أنهم لن يوجهوا أنظارهم إلى أنطاليا؟"

التصريحات التركية لم تقف عند هذا الحد، بل إن الخطاب السياسي في أنقرة بات يركز على ضرورة ردع إسرائيل عسكريًا إذا لزم الأمر، مما زاد من قلق دوائر الأمن الإسرائيلية.