في حادثة بحرية أثارت اهتمامًا دوليًا، أعلنت البحرية الأمريكية أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" اصطدمت بسفينة تجارية تُدعى "بشكتاش-إم" بالقرب من ميناء بورسعيد في مصر.

وأكدت البحرية الأمريكية في بيان رسمي أن الاصطدام لم يسفر عن إصابات بين طاقم الحاملة، الذي يبلغ عدده نحو 5000 فرد، ولم يؤدِ إلى أضرار جسيمة على متن السفينة العسكرية. وأضاف البيان أن محركات الحاملة لم تتأثر بالحادث، وأنها لا تزال في حالة "آمنة ومستقرة". ورغم غياب الخسائر البشرية، فقد أثار الحادث تساؤلات حول ملابسات وقوعه، خاصة أن هذه المنطقة تُعد ممرًا ملاحيًا استراتيجيًا.

وأوضحت البحرية أنها فتحت تحقيقًا شاملًا في الواقعة لمعرفة أسباب التصادم، وستنشر مزيدًا من التفاصيل فور توافرها.

الأهمية الاستراتيجية للحاملة "هاري ترومان"

تعد حاملة الطائرات "هاري ترومان" واحدة من 11 حاملة طائرات تملكها البحرية الأمريكية، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 90 مقاتلة على متنها، ما يجعلها ركيزة أساسية في العمليات البحرية الأمريكية. وتستخدم هذه الحاملة في تنفيذ مهام قتالية واستطلاعية ودعم لوجستي في مناطق النزاع حول العالم.

وأي أضرار قد تُلحق بها قد تؤثر على الجاهزية العسكرية الأمريكية، مما يزيد الضغط على الأسطول البحري في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط.

تاريخ حوادث البحرية الأمريكية

لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه في سجل البحرية الأمريكية، إذ تعرضت سفينتان حربيتان تابعتان لها لحوادث تصادم خطيرة عام 2017 في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما أدى إلى مقتل 17 بحارًا. وقد أثارت تلك الحوادث انتقادات واسعة حول مستوى التدريب ووتيرة العمليات العسكرية الأمريكية، مما دفع الكونجرس إلى عقد جلسات استماع، أسفرت عن فصل عدد من الضباط وتحسين إجراءات السلامة البحرية.

ردود الأفعال والتداعيات المحتملة

رغم عدم وقوع أضرار كبيرة، إلا أن الحادث يثير تساؤلات حول إدارة حركة الملاحة البحرية في المناطق الحساسة مثل قناة السويس والموانئ القريبة.

كما أن وقوع الحادث قرب مصر يسلط الضوء على الدور الحيوي لموانئ البلاد في حركة التجارة والملاحة العالمية، حيث يُعتبر ميناء بورسعيد نقطة استراتيجية تمر عبرها مئات السفن يوميًا.