أثار الإعلامي المقرب من النظام، إبراهيم عيسى جدلاً واسعًا بتصريحاته حول موقف حركة حماس من فتح معبر رفح بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث زعم أن الحركة هي من نادت بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر،.
غير أن الحقائق على الأرض تؤكد خلاف ذلك، إذ أن دعوات حماس لفتح المعبر كانت لأهداف إنسانية بحتة تتعلق بإدخال المساعدات ونقل الجرحى والمصابين للعلاج، وليس لخروج السكان بشكل عام.
مطالب حماس بين الحقائق والتضليل الإعلامي
بعد اندلاع الحرب بين حماس وجيش الاحتلال الصهيوني، طالبت حركة حماس بفتح معبر رفح لأسباب إنسانية، وهو ما أكدته عدة بيانات رسمية صادرة عن الحركة، ففي بيان صدر في 15 أكتوبر 2023، دعت حماس الحكومة المصرية إلى فتح المعبر "للسماح بمرور المساعدات ونقل المصابين للعلاج"، دون أي إشارة إلى تهجير سكان غزة إلى مصر.
وفي 17 أكتوبر، جددت الحركة عبر تطبيق تليجرام مناشدتها لمصر بالتدخل إقليمياً ودولياً لفتح المعبر، مؤكدة أن الهدف هو إدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
وفي 20 أكتوبر، شددت حماس على ضرورة فتح المعبر بشكل دائم لضمان تدفق المساعدات ونقل الجرحى، مع الإشارة إلى دور الأمم المتحدة في ذلك.
ثم في 26 أكتوبر، أطلقت حماس دعوة لـ"حراك جماهيري فلسطيني وعربي وإسلامي" من أجل فتح المعابر، مطالبة باستخدام جميع الوسائل الممكنة للضغط من أجل إيصال الإغاثة والوقود إلى غزة وإنقاذ المدنيين.
استمرار الأزمة الإنسانية وإغلاق المعبر مجددًا
بعد جهود متعددة، سُمح بدخول أول شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح يوم 21 أكتوبر، ولكن حماس وصفت الخطوة بأنها "غير كافية"، واعتبرتها محاولة لإيهام الرأي العام بحل الأزمة الإنسانية، ورغم ذلك، استمر الاحتلال الصهيوني في قصف الجانب الفلسطيني من المعبر، مما أدى إلى إغلاقه مجددًا وتعقيد الوضع الإنساني.
وفي 11 مارس 2024، طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الحكومة المصرية مجددًا بفتح المعبر لنقل المصابين، خاصة في ظل الهجمات الصهيونية العنيفة على المستشفيات في القطاع.
رفض حماس القاطع لمشاريع التهجير
على الرغم من الاتهامات التي أطلقها إبراهيم عيسى المثير للجدل، فإن موقف حماس من مسألة التهجير واضح تمامًا، فالحركة رفضت بشكل قاطع دعوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، أو تسليم القطاع لسيطرة الولايات المتحدة.
وفي بيان رسمي صدر عن المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، أكد أن "تصريحات ترامب مرفوضة تمامًا، وغزة لأهلها ولن يغادروها"، كما طالب بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة المخططات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، من جانبه، صرح القيادي في حماس، سامي أبو زهري، قائلاً: "ما فشل الاحتلال في تحقيقه بالقوة لن يحصل عليه بألاعيب السياسة".