كشفت مصادر استخباراتية أميركية عن تجنيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما بين 10 إلى 15 ألف مقاتل جديد منذ اندلاع الحرب الصهيونية على قطاع غزة، في حين تشير التقديرات إلى استشهاد عدد مماثل من مقاتلي الحركة خلال العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من عام.
هذه الأرقام، التي تعد الأولى من نوعها منذ بدء العدوان، تعكس استمرار قوة التنظيم المسلح للحركة رغم محاولات الاحتلال القضاء عليه.
تقييم استخباراتي لواقع حماس بعد الحرب
بحسب تقرير استخباراتي أميركي، فإن حماس نجحت في تجنيد أعضاء جدد لتعويض خسائرها البشرية، إلا أن عدداً كبيراً منهم من الشباب غير المدربين الذين يتولون في الغالب مهام أمنية ولوجستية بسيطة داخل القطاع.
وأكد التقرير أن المعلومات تم تقديمها في سلسلة تحديثات استخباراتية إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، التي كانت تتابع الوضع الأمني في غزة عن كثب.
في المقابل، رفض مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية التعليق على هذه التقديرات، بينما شدد وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن في تصريح له يوم 14 يناير على أن "عدد المجندين الجدد في حماس يعادل تقريباً عدد الذين فقدتهم في الحرب"، محذراً من أن ذلك "يؤشر إلى استمرار المواجهة في غزة".
الاحتلال الصهيوني: التهديد مستمر رغم الحرب
وفقاً للتقديرات الصهيونية، فإن إجمالي عدد مقاتلي حماس الذين استشهدوا في الحرب يبلغ حوالي 20 ألف شخص، ومع ذلك، فإن هذا الرقم لا يعكس انهيار الحركة، بل يعكس التحدي المستمر أمام الاحتلال الصهيوني لتحقيق أهدافه العسكرية.
وحذر بلينكن من أن "إسرائيل كلما أنهت عملية عسكرية وانسحبت، تعود حماس لتنظيم صفوفها مجدداً"، مشيراً إلى أن الفراغ الأمني في غزة يسمح للحركة بإعادة بناء قدراتها بسرعة.
حماس تعيد فرض السيطرة رغم الحرب
من جانبها، تحركت حماس بسرعة بعد وقف إطلاق النار لإعادة فرض الأمن واستئناف تقديم الخدمات الأساسية، رغم الدمار الكبير الذي تعرض له قطاع غزة جراء القصف الصهيوني.
وأكد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، في تصريحات سابقة أن الحركة "نجحت في تجنيد آلاف المقاتلين الجدد"، في خطوة تؤكد استمرار وجودها العسكري والسياسي في القطاع.