نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وانديان اكسبريس الهندية ما قالته الجمعية الرئيسة لمشجعي كرة القدم في إسبانيا إن خطرًا على المشجعات في السعودية، عقب ادعاءاتٍ أطلقتها زوجات شابين من لاعبي نادي ريال مايوركا بأنهن تعرّضن للتحرش خلال مباراة نصف نهائي كأس السوبر الإسباني الخميس الماضي.
وكشفت وكالة أسوشيتد برس أن التحرش كان جماعيًا ونقلت عن مسئولين في نادي مايوركا قولهم إن نحو 250 شخصًا تعرضوا للمضايقة أثناء خروجهم من المكان!
وقال مشجعون آخرون لوسائل إعلام إسبانية متعددة بأن النساء تعرّضن للمسٍ غير لائق دون موافقة!
وعن تحدث حالة لقناة تلفزيونية إسبانية وبرنامج (Esports IB3J قالت: "كنا برفقة أطفالنا ولم يكن هناك أي رجال أمن. في الحقيقة، بدأ أشخاصٌ من هذه البلاد بالتقاط صورٍ لنا عن قرب، والتحرش بنا. كانت ناتاليا، زوجة دومينيك غريف، موجودة أيضًا.”
وأضافت أنها شعرت وزميلتها "بالتشويش لعدم وجود أي جهة توفر لنا الحماية".
وقالت كالوزوفا لصحيفة ماركا: "تقدّمت مجموعة تجاهنا وقامت بتصويرنا، دفعونا، شتمونا بالعربية، التقطوا صورًا لنا دون موافقة، كما حصلت اعتداءات".
والد لاعب مايوركا سيرجي داردير، قال لصحيفة ماركا "الجميع عاش وضعًا غير مريح وغير سار". "لم يتوقع أحد أن يُعامَل بهذه الطريقة، خصوصًا النساء. هنّ من دفعن الثمن من خلال التحرّش الجسدي وقلة الاحترام لجماهير مايوركا. لم يكن هناك أشخاص من الأمن ولا أحد من الاتحاد الإسباني. لا أريد العودة إلى هنا".
ووصف كيكي داردير، والد سيرجي، الإهانات والمضايقات التي تعرضت لها النساء في مجموعتهم بـ"الحصار" الذي استمر لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة قبل وصول الحافلات.
ماركا نقلت عن مشجعي فريق مايوركا آخرين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن بعض قريبات اللاعبين “تعرّضن للمسٍ جسدي” بطريقة غير لائقة.
ولبرنامج Cadena Cope، قال مشج مايوركا: "الكثير من (المشجعين السعوديين) أزعجونا طوال المباراة، سخروا منا واستفزوا الأطفال وكبار السن".
وأضاف "عند خروجنا، ازداد الأمر سوءًا: التُقطت صور دون موافقتنا، تم الاعتداء علينا من خلال ضرب مؤخرة رؤوس بعض المشجعين. لكن الأسوأ كان في كيفية معاملة النساء؛ تم تحسّس أجسادهن والتقاط صورٍ لهنّ… نعم، لقد تعرّضن للمس غير لائق".
اتحاد المساهمين والأعضاء في كرة القدم الإسبانية” (FASFE)بأنها تتخوّف من المخاطر التي قد تواجه المشجعات في السعودية. وجاء في بيانهم: "منذ سنوات والاتحاد الإسباني ينقل بطولة كأس السوبر إلى بلد لا تُحترم فيه الحقوق الأساسية، ما يعرّض المشجعين—وخصوصًا المشجعات—للمخاطر في حال سفرهم إلى هناك. وكما نكرر في كل مناسبة، نطالب الاتحاد الإسباني لكرة القدم بأن تكون هذه المرة الأخيرة".
وبطولة كأس السوبر الإسباني تُقام في السعودية منذ موسم 2019-2020، حين توسعت لتضم أربعة أندية. وتفيد مصادر على صلة بالوضع أن إدارة مايوركا والاتحاد الإسباني لكرة القدم في تواصلٍ مستمر وسوف يخاطبان السلطات المحلية بشأن الواقعة.
وتواصلت وسائل الإعلام مع الاتحاد السعودي لكرة القدم (SAFF)، والاتحاد الإسباني (RFEF)، ونادي مايوركا للحصول على تعليقاتهم.
وقال ألفونسو دياز، مسؤول نادي مايوركا، لـ Esport IB3 إن هناك "تحرشًا" بالنساء، وهو ما وصفه بأنه "أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضاف أن النادي أبلغ الاتحاد الإسباني لكرة القدم على الفور وأنه واثق من أن المنظمين سيتخذون كل الوسائل اللازمة لضمان "عدم حدوث ذلك مرة أخرى".
وقال الاتحاد الإسباني لكرة القدم لوكالة أسوشيتد برس إن أفراد الأمن التابعين له "تحركوا بمجرد علمهم بالحادث".
وتحدث مشجعون آخرون لمايوركا ووسائل إعلام إسبانية سافروا إلى جدة عن نفس التفاصيل التي ذكرها بالافرا وكالوزوفا. ونشرت صحيفة ماركا مقطع فيديو تم تصويره بهاتف محمول يظهر فيه عدد من الرجال يرتدون قمصان ريال مدريد وهم يصورون مقاطع فيديو ويضحكون بينما كانت مجموعة مشجعي مايوركا تمر أمامهم لركوب الحافلات المستأجرة.
الحادثة بحسب الصحف العالنية تشير إلى تصاعد الاهتمام العالمي بكيفية معاملة النساء في السعودية، خصوصًا مع اقتراب كأس العالم 2034 التي منحتها الفيفا للمملكة في أكتوبر الماضي.
جرت المباراة ضمن بطولة كأس السوبر الإسباني، التي انتقلت إلى السعودية منذ عام 2020 بعقدٍ تبلغ قيمته السنوية 40 مليون دولار، وواجهتها في حينها انتقاداتٌ تتعلق بحقوق النساء والأقليات في السعودية.