في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الصهيوني على الحدود اللبنانية، شهدت المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة توترًا أمنيًا غير مسبوق دفع جيش الاحتلال إلى تعزيز وجوده العسكري.
وأعلنت هيئة البث العبرية أن جيش الاحتلال نشر وحدات إضافية من الجنود في مواقع مراقبة على طول الحدود، وذلك للتصدي للمسيّرات القادمة من لبنان، والتي أصبحت تشكل تحديًا متزايدًا لسلاح الجو الصهيوني، خاصة بعد تصدي حزب الله لمحاولات التوغل للاحتلال في منطقة الخيام بجنوب لبنان.

وأفادت الجبهة الداخلية للاحتلال بأن صفارات الإنذار انطلقت في عدة مناطق شمالية، بما في ذلك مدن عكا ونهاريا ورأس الناقورة، نظرًا لمخاطر المسيّرات المتسللة.
وفي هذا السياق، أكد جيش الاحتلال صباح اليوم اعتراض مسيّرة كانت تتجه نحو الجليل الغربي.
 

تصاعد التهديدات والرد العسكري من الطرفين
   
بالتزامن مع تحركات الاحتلال، شنّ حزب الله قصفًا صاروخيًا استهدف مستوطنة كريات شمونة ومواقع عسكرية للاحتلال شرقي بلدة الخيام، ردًا على محاولات التوغل الصهيونية.
وعلى الجانب الآخر، استهدفت غارات جوية للاحتلال بلدة سحمر في البقاع الغربي، كما شنت مسيّرة تابعة للاحتلال هجومًا على دراجة نارية في بلدة القرعون، دون وقوع إصابات مؤكدة.

وفي تصعيد خطير، أمر جيش الاحتلال بإخلاء أكثر من 100 ألف شخص من مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، مما أدى إلى موجة نزوح واسعة للسكان.
وشنت قوات الاحتلال غارات  مكثفة على عدة مناطق، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وسط دمار كبير للمنازل والأحياء السكنية.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، امتدت الغارات إلى بلدات أخرى لم يتم إنذارها مسبقًا، ما زاد من حجم الكارثة الإنسانية.
 

المخاوف على التراث الثقافي في بعلبك
مع استمرار القصف، تصاعدت المخاوف بشأن سلامة المواقع الأثرية في مدينة بعلبك التاريخية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3,000 عام وتعدّ من أهم مواقع التراث العالمي المدرجة لدى اليونسكو.
ويهدد القصف المستمر بتدمير هذه المعالم التي تمثل إرثًا ثقافيًا عريقًا للبنان وللعالم أجمع، حيث يرى المراقبون أن التهديدات على هذه المواقع قد تترك أثرًا طويل المدى يتجاوز حدود الصراع الحالي.
 

إحصائيات مرعبة وحصيلة إنسانية متفاقمة
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة القتلى جراء العدوان الصهيوني المتواصل لليوم السابع والثلاثين بلغت 2,822 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 12,937، مما يؤكد تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وفي ظل هذه الحصيلة المتزايدة، يواصل حزب الله تصديه لمحاولات التوغل للاحتلال وقصف مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
 

محاولات للتهدئة وإمكانية التوصل إلى هدنة
في ظل هذا التصعيد المستمر، عبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، عن أمله في التوصل إلى هدنة قريبًا، مشيرًا إلى جهود المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار قبل الخامس من نوفمبر.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن هوكشتاين يعمل على صياغة مسودة اتفاقية تشمل انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان.