يمثل شهر رمضان المبارك، فرصة للتوقف عن الإساءة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
إذ لا يقتصر الأمر خلال الشهر الكريم على الامتناع عن الطعام والشراب، بل ينبغي الامتناع والتوقف عن الاستخدام المسيء لوسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المحاضر في قسم دراسات القرآن والحديث بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا (IIUM)، محمد هيكل إسحاق، إن "المسلمين مدعوون بشكل أساسي إلى عدم الإضرار بالآخرين بأي شكل من الأشكال، لأن مثل هذه الأفعال تعتبر إثمًا، وخاصة عندما تكون موجهة نحو إخوانهم المسلمين الذين يعتبرون إخوتهم في الدين".
واستشهد بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
التنمر عبر الإنترنت
ووفقًا له، فإن ذلك يشمل التنمر عبر الإنترنت أو نشر تعليقات مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه الغير. وأضاف: "والأسوأ من ذلك أن تحدث مثل هذه التصرفات أو السلوكيات في شهر رمضان، وهو شهر مليء بالبركة".
وحذر من ارتكاب المعصية في شهر رمضان، لأنه "سيكون مضيعة لأولئك الذين يعانون من الجوع والعطش يوميًا خلال شهر رمضان، فينتهي بهم الأمر مفلسين عند الله بسبب الذنوب التي ارتكبوها مثل النميمة والسخرية والتشهير بالآخرين".
واستشهد في سياق تحذيره من الأفعال والتصرفات التي تبطل الصيام بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ""رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من صيامه إلا السهر" (ابن ماجه).
احذر مشاركة المحتوى المسيء
وعلى هذا النحو، يجب على أولئك المدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التأكد من أنهم يشاركون المحتوى الإيجابي فقط خلال شهر رمضان المبارك.
وبين أن من هذه الأمور التي ينبغي التوقف عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، الأفعال والكتابة التي تتضمن إيذاء مشاعر الآخرين، وفق ما أورد موقع (thesun.my) الماليزي.
في المقابل، أوضح أن أفضل الممارسات التي سيلقى المؤمن الثواب عليها من الله تعالى هي الأعمال الصالحة، أي من خلال العبارات الأخلاقية. وقال، إن الذين يروجون للأخلاق الحميدة بالقول والكتابة سوف يكافئون من الله تعالى على ذلك.
وإلى جانب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان المبارك، ينصح بالتوقف عن إضاعة الوقت في الأنشطة التي لن يجني المسلم من ورائها فوائد، مثل الدردشة الخاملة أو كتابة أشياء سلبية.
التوقف عن استخدام اللغة المسيئة والبذيئة
وفي الوقت نفسه، قال المحاضر الأول في قسم دراسات الإعلام والاتصال بجامعة مالايا، الدكتور محمد صالح رحمد، إن استخدام اللغة الأخلاقية لا يجب أن يقتصر على شهر رمضان، بل يجب مراعاتها من قبل كل فرد في حياته اليومية، والحذر من استخدام لغة مسيئة أو بذيئة.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي بمثابة منصة للتعبير عن الآراء والسماح بمشاركة الأخبار بحرية في ظل غياب حارس البوابة.
وتابع: وبما أن هؤلاء المستخدمين لديهم الحرية في عرض "خبراتهم" في أي قضايا كجزء من نفسيتهم أو تعكس حالتهم الذهنية، "عليهم أن يفكروا قبل الكتابة حتى لا تؤثر على مشاعر الآخرين".
وحذر من أنه إذا كان هناك فحش أو تشهير أو استفزاز، فإنه يمكن أن يؤدي إلى العداء، "وهذا لا يعتبر خطيئة فحسب، بل يمكن أن يكون له أيضًا تأثير سلبي على المجتمع".
آراء عدوانية عبر الإنترنت
وردًا على سؤال حول الموقف تجاه أولئك الذين يعبرون عن آراء عدوانية أو مثيرة للجدل عبر الإنترنت ويختبئون وراء عدم الكشف عن هويتهم خلال شهر رمضان، قال صالح، إن الرغبة في التعبير عن آرائهم تصبح خارجة عن السيطرة عندما يعتبر الفرد الصيام روتينًا أو طقسًا.
وأوضح على سبيل المثال، يجب على الكتّاب، المتخصصين في أي مجال أو نوع، أن يدركوا أنه طالما أن أفعالهم لها تأثير سلبي على الآخرين، فسوف يظلون مثقلين بالخطايا.
وأضاف: "من لا يقدر المعنى الحقيقي للصوم سيجد صعوبة في ضبط النفس دون أن تسيطر عليه سلطة مرئية. الكتاب مثلًا، إذا كتبوا مثلًا كتابات لها تأثير سيء على القراء، فإن ذنوبهم سوف تتضاعف. لذلك، اكتبوا الأشياء الإيجابية للقراء، لأن حصادكم في الآخرة ما تزرعونه في الدنيا".
وتابع: "ماذا لو تعرضنا للإدانة والتشهير من خلال كتابات الآخرين، كيف نشعر؟ من الواضح أننا سوف نتأذى ونغضب ونريد الانتقام. وبالمثل، فإن الآخرين الذين يتحملون وطأة أفعالنا سوف ينتقمون أيضًا."
وأضاف: "فكر 10 مرات قبل أن تكتب شيئًا سلبيًا، فآثاره لن تتوقف، وفي الحقيقة العواقب ستطول".