يترقب المتابعون دورًا تركيًا في سوريا لمساندة الحكومة الحالية على تخطي تحديات آنية، لعل أبرزها التوغل الصهيوني والغارات المتتالية على مراكز الجيش والعاصمة فضلاً عن الدعاية الغربية المرتبطة بالصهيونية التي تريد تفتيت سوريا ونزعها من يد الأتراك، إضافة للأزمة الأخيرة التي أعلنت إيران رعايتها وتسمية رأس حربتها ومشاركة حزب الله وبشار الأسد في إشعالها.

فنقلت قناة “الحرة التابعة للخارجية الأمريكية زعمًا عما أسمته مصدرًا مطلعًا أن "أردوغان اتصل بالشرع ووبّخه، واصفًا تصرفاته بـ”الصبيانية”، داعيًا إياه إلى التصرف بعقلانية أو العودة إلى إدلب، مشيرًا إلى أن سوريا تبدو أكبر من قدرته على حكمها".

إلا أن مصادر أمنية أكدت استتباب الأوضاع في سوريا لصالح حكومة الشرع وقوى الأجهزة الأمنية الرئيسة بعد إعلان إيران تأسيس جبهة “أولو البأس” في سوريا بقيادة طهران، وتضم مقاتلين شيعة وسنة لمواجهة التوسع "الإسرائيلي" ووقف عمليات التهجير والتقسيم في سوريا!

وتسعى "الجبهة" إلى حماية وحدة الأراضي السورية ووقف المخططات الصهيونية في الجولان.

وعليه، تستعد طهران إلى إرسال دعم إضافي للجبهة الجديدة في سوريا، على غرار تجربتها مع حزب الله وحماس، بزعم خلق مقاومة محلية سورية مماثلة لحزب الله اللبناني لمواجهة الاحتلال الصهيوني.

وتنسق إيران مع المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق لإدارة العمليات العسكرية في سوريا.

مصادر أمنية لقناة الجزيرة أكدت أن بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية، وأن المجلس العسكري بقيادة غياث دلا تلقى دعمًا ماليًا من حزب الله والمليشيات العراقية وحصل على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المصدر إن المجلس العسكري الذي شكله العميد غياث دلة وسّع نفوذه وتحالف مع قيادات سابقة بجيش المخلوع وأنشأ تحالفًا مع محمد محرز جابر قائد قوات صقور الصحراء سابقًا المقيم بين روسيا والعراق، وتحالف مع ياسر رمضان الحجل الذي كان قائدًا ميدانيًا بمجموعات سهيل الحسن.

ومن جهة ثانية يسعى كيان العدو الصهيوني لتوسيع نفوذها داخل الطائفة الدرزية واستقطاب الدروز السوريين وتجنيدهم داخل الجيش "الإسرائيلي" لتشكيل جيش مختلط يضم اليهود والدروز، خاصة بعد رفض الحريديم المشاركة في الجيش.

ورصدت حكومة نتنياهو 1.2 مليار شيكل لتعزيز التعليم الديني الحريدي ومنع تجنيدهم، مما يعزز فكرة استقطاب الدروز بدلاً منهم.

وفي تصعيد قابل التصعيد الصهيوني في محاولته فتح ممر بري يصل إلى الفرات بالعراق، بدعم أمريكي وتنسيق مع الدروز والأكراد بع أن يسيطر على الجولان ثم فصل سوريا عن الأردن وتهديد تركيا وإيران.

وأوقف إلى حد ما هذا المخطط تحديدًا، أن حلقت الطائرات التركية F-16 في أجواء دمشق ردًا على تصريحات نتنياهو الأخيرة في 4 مارس الجاري.

ويرتعب الصهاينة من سوريا وتركيا، ويضغطون على واشنطن لإقناعها بضرورة احتفاظ روسيا بقواعدها في سوريا لاحتواء تركيا، كما سبق وضغطوا سابقًا على واشنطن لتسهيل التدخل الروسي في سوريا لإنقاذ نظام بشار وقتل الشعب السوري.

وبالتوازي مع التحرك السوري لمحاصرة القلاقل في السويداء والساحل، تحركت أرتال من الدبابات التركية باتجاه شمال سوريا للتعامل عن قرب من حلفاء مليشيا قسد المدعومة أمريكيا وصهيونيًا وإماراتيًا

وتحدثت قبل أسابيع تقارير صهيونية عن احتمالية خطيرة تتمثل في مواجهة عسكرية مرتقبة بين تركيا وإسرائيل في سوريا، خاصة بعد تولي أحمد الشرع الرئاسة ونيله دعم أنقرة.

وعن العلاقة مع تركيا لا يرى الشرع في تصريحات له في ديسمبر الماضي، أي غضاضة في التدخل التركي في سوريا، فهي كما قال "تدخل تركيا في سوريا مفهوم كونها دولة مجاورة وتبحث عن أمنها القومي، أما ايران وباقي القوى المتدخلة في سوريا فليس لديها حدود مع سوريا وتدخلها غير صحيح.. ويمكن أن نوقع اتفاقيات عسكرية قانونية إن تطلب أمن سوريا القومي ذلك".