تواجه العراق في الفترة المقبلة تحديات عدة ابرزها على الإطلاق الاستفتاء الذي من المقرر إجراءه في 25 سبتمبر الحالي، بشأن استقلال إقليم كردستان عن العراق في تصويت قاطعته القوائم العربية بالإضافة إلى التركمان الذين سارعوا إلى اعلان رفضهم للقرار.
وترتفع حدة التوتر السياسي في العراق مع اقتراب موعد الاستفتاء، فيما يحاول المكون العربي استخدام كل الوسائل لوقف الاستفتاء، بما في ذلك رفض البرلمان العراقي، إجراء الأكراد الاستفتاء، وإلزام رئيس الحكومة، حيدر العبادي، اتخاذ التدابير لحماية وحدة البلد، فيما لوحت قيادات في المليشيات بصدام مسلح عربي كردي في حال فرض الأكراد الانفصال.
وفي الوقت الذي تدعم فيه إسرائيل والإمارات عملية الاستفتاء، واصلت إيران ضغوطها لتأجيله، عبر الكشف أمس عن زيارة قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، إلى السليمانية وأربيل.
والسبت الماضي فشلت الوساطة المتمثلة بالأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إذ زار أربيل بعد زيارة مماثلة إلى بغداد، محاولاً ثني البرزاني عن إجراء الاستفتاء وتأجيله إلى وقت آخر.
كما فشلت عدة وساطات دولية وإقليمية لإقناع زعيم الإقليم، مسعود البرزاني، بالعدول عن قراره بإجراء الاستفتاء، أو تأجيله إلى حين الاستقرار التام في العراق وتجاوز مرحلة تنظيم "داعش" بشكل نهائي، وإعادة ترتيب أوراق الفصائل المسلحة التابعة إلى مليشيات "الحشد الشعبي" وإخراج مسلحي "حزب العمال الكردستاني"، المعارض لأنقرة، والذي يعد من أبرز المؤيدين للانفصال، من العراق، إضافة إلى حل مسألة المناطق المتنازع عليها، والتي تعد جميعها تابعة إلى العرب السنة والتركمان، وتزعم حكومة الإقليم أنها تابعة لها وتصفها بأنها من ضمن "حدود الدم" التي رسمتها قواتها، من خلال انتزاعها من "داعش"، وترفض الانسحاب منها.
وهدد رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني "جميع الأطراف"، من بينها "الحشد الشعبي"، التي تعارض استفتاء الاقليم المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر الحالي. وقال، في تصريحات لوسائل إعلام كردية، إن "عليها ألا تجبر الإقليم على حمل السلاح ضدها".
كما أعلن البرزاني، في مقابلة مع قناة "بي بي سي"، أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع حكومة بغداد، إذا ما اختار الأكراد التصويت بالانفصال عن العراق.
وحذر من أن الأكراد سيحاربون أي مجموعة تحاول تغيير "الواقع" في كركوك بالقوة.
وقال "نحن لا نقول إن كركوك تنتمي للأكراد فقط، كركوك يجب أن تكون رمزاً للتعايش بين كل الأعراق. إذا صوت شعب كركوك بـ(لا) في هذا الاستفتاء، نحترم إرادتهم، لكننا لن نقبل أن يمنعنا أحد من إجراء الاستفتاء في كركوك". وأضاف "إذا سعت أي جماعة إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة، عليها أن تتوقع أن كل كردي سيكون جاهزاً للقتال للحيلولة دون ذلك".
وتعتبر محافظة كركوك الغنية بالنفط التي يقطنها عرب وتركمان وأكراد، لاتتبع إداريا لكردستان، إلا أنها تعد من أبرز المناطق المتنازع عليها بين السلطات في كردستان والحكومة المركزية، وقالت وسائل اعلام عربية إن "مجلس محافظة كركوك صوت بـ23 صوتا" على الموافقة على الطلب الذي كانت قد تقدمت به قائمة كركوك المتآخية للمشاركة في الاستفتاء.
وتهيمن القائمة على مجلس كركوك، وهي مشكلة من الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، وتملك 26 مقعدا من أصل 41.
ومن شأن هذا التصويت، الذي قاطعته القوائم العربية والتركمانية، أن يثير التوتر بين مختلف المكونات العرقية في كركوك، ويشعل الخلافات مع بغداد التي كانت قد أعلنت مرارا، رفضها القاطع لتنظيم استفاء استقلال كردستان.

