دائما ولا يزال الشيخ صلاح "شوكة قوية في حلق الاحتلال"، وهذا نص ما صرح به المجاهد الفلسطيني من قبل، هذه التصريحات التي لم تكن للاستهلاك الإعلامي فقط، فبعد أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد قضاء 9 أشهر بتهمة "التحريض على العنف"، بدأ الشيخ صلاح يطلق مبادراته لتعزيز الوعي بين أبناء الداخل المحتل، ومواجهة التغول الإسرائيلي في المجتمع الفلسطيني.
حيث فضل "صلاح" أن تكون أولى الحملات التي يطلقها تصب في حماية اللغة العربية على حساب اللغة العبرية، فأطلق مبادرة حملت عنوان "مبادرة جادة وواعدة 1"، لنصرة اللغة العربية وترسيخ مفاهيمها على حساب اللغة العبرية التي انتشرت بشكل كبير بين أبناء فلسطينيي الداخل (الأراضي المحتلة عام 1948).
وقال الشيخ صلاح: "نصرة للغة العربية فإنني سأجتهد أنا ومن ينضم إلى هذه المبادرة أن نذكر الأهل في كل مجلس ألّا يتلفظوا خلال كلامهم بأية كلمة غير عربية سواء كانت عبرية أو غيرها، ومن سيخالف بعد ذلك ولو سهواً فسنلزمه بدفع (عشرة شواقل) فوراً - تذكيراً وتأديباً - ثم سنجمع كل هذه الأموال في صندوق لنصرة اللغة العربية".
وأضاف: "فمرحباً بكل من يرغب بالانضمام إلى هذه المبادرة، وأرجو منه أن يتصل بي وأن يعرفني على اسمه ورقم هاتفه؛ حتى أضم اسمه إلى هذه المبادرة في الإعلانات القادمة، وسأجتهد أن أواصل الكتابة عن نتائج هذه المبادرة في الأيام القادمة إن شاء الله".
مبادرة الشيخ صلاح لاقت رواجاً وترحيباً كبيرين لدى الفلسطينيين بشكل عام وفلسطيني الداخل المحتل بشكل خاص، فبعد ساعات قليلة من المبادرة التي أطلقها بدأت تأخذ منحنى تفاعلياً كبيراً للغاية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل: إن "المبادرة التي أطلقها الشيخ صلاح تهدف بشكل أساسي للتمسك بهويتنا العربية والإسلامية، في ظل المخططات الإسرائيلية الخطيرة التي تسعى لسلخ هويتنا عن أبنائنا في الداخل المحتل".
وأكد الخطيب، في حوار صحفي، أن المبادرة لاقت رواجاً وإقبالاً كبيرين لدى الأوساط الفلسطينية في الداخل؛ لكونها تحركاً شجاعاً وإيجابياً يدعو للتمسك بهويتنا، ومواجهة الاحتلال الذي يواصل مخططاته في التهجير والتهويد وسلب هويتنا العربية.
وأوضح أن الشيخ صلاح أطلق على مبادرته الأولى رقم "1"، وهذا يعني أن في جعبته العديد من المبادرات السياسية والاجتماعية والإنسانية التي سيطلقها خلال الفترة المقبلة، وكلها تدعو إلى التمسك بالحقوق والهوية الفلسطينية ومواجهة المحتل والتصدي لمخططاته العنصرية.
وأضاف: "من العار أن نسمع أبناءنا الفلسطينيين يتحدثون اللغة العبرية بطلاقة كبيرة، وفي كل المواقف التي يتعرضون لها، ويهملون لغتهم الأم وهي اللغة العربية، وهذا الأمر هو ضمن مخطط إسرائيلي لسلخ هويتها العربية والإسلامية، وقرر الشيخ رائد صلاح التصدي لذلك".
ولفت الخطيب إلى أن أبناء الداخل المحتل والقدس يتعرضون لأبشع أنواع "التهجير والتشريد وسرق الأملاك وتشويه الهوية"، من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، ومبادرة الشيخ صلاح جاءت في الوقت المناسب للتصدي لتلك المشاريع الخطيرة عبر التوعية والتمسك بالحقوق والهوية.
وبهذا، فقد بدا جليا أن المحاولات الحثيثة التي تبذلها دولة الاحتلال منذ شهور طويلة، وحملات التضييق الكبيرة التي تقودها ضد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، لم تنجح حتى اللحظة في تغييب دوره الوطني على الساحة وتأثيره الكبير على أبناء الداخل بمواجهة المحتل.

