نقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أمس الأحد بيانه إن الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لن يحضر قمة كامب ديفيد التي ستجمع الرئيس «أوباما» بزعماء دول الخليج العربية التي ستعقد خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وسيحضر القمة بالنيابة عنه ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، إضافة إلى نائب ولي العهد ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان».
وقال مسؤولون أميركيون إن غياب الملك عن القمة لا يشير إلى أي استياء بشأن الضمانات الأمنية التي تستعد الولايات المتحدة أن تقدمها إلى دول مجلس التعاون الخليجي الست في كامب ديفيد.
لكن الإعلان السعودي يمثل صفعة على الوجه جاءت مفاجئة لوزير الخارجية «جون كيري» الذي أكد حضور الملك بعدما التقى مع مسؤولين سعوديين الأسبوع الماضي في الرياض وباريس. ومؤخرا الجمعة، التقى «كيري» و«الجبير» معا لمناقشة وقف إطلاق النار في الرياض، وكان من المتوقع أن يقود وفد المملكة العربية السعودية إلى كامب ديفيد الملك «سلمان».
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن «الجبير» أكد لـ«كيري» بعد ظهر يوم الجمعة في باريس أن «سلمان» كان قادما إلى واشنطن، وكان الملك قد أنهى اجتماعه مع «كيري» يوم الخميس في الرياض قائلا: «أراكم الأسبوع المقبل».
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية قال أن السعوديين أبلغوهم أن هناك تغييرا محتملا في الخطط الجمعة. وقال المسؤول يوم السبت إن السعوديين أكدوا أن الملك لن يحضر.
ونفى المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخول بالحديث علنا حول الاستعدادات للقمة، أن قرار الملك عدم الحضور كان مفاجئا، مؤكدا «لا يوجد أي توتر». وأردف «في الواقع؛ إن العلاقة قوية الآن وليس هناك ما يعكر صفوها. فهمنا هو أن السعوديين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الآخرين سعداء جدا تجاه مواقف الولايات المتحدة وجوهر كامب ديفيد؛ بما في ذلك أي مساعدة نحن نقدمها».
وقال شخص مقرب من الحكومة السعودية، تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القرار مزج بين الوضع في اليمن وما يمكن أن يكون «طابعا فنيا» للمحادثات حول إيران في القمة، ما جعل الملك يرى أن إرسال وفد على رأسه ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، وبين أعضائه وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، هو أفضل وأكثر نفعا.
وأضاف «إنهم لا يقصدون ذلك كازدراء، كما أنهم لم يحاولوا إرسال رسالة».
وقال مسؤول بارز آخر في الإدارة إن واشنطن والرياض عملتا بشكل وثيق على تنسيق توقيت الإعلان.
وأضاف نفس المسؤول: «نحن نتطلع إلى حضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذي التقى الرئيس في مناسبات عدة، كان بعضها في المكتب البيضاوي في ديسمبر / كانون الأول 2014 ويناير / كانون الثاني 2013، وكذلك نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي التقى الرئيس».
ومع ذلك، فإن هذا التغيير المفاجئ في الخطط، وعزوف الملك عن الحضور إلى كامب ديفيد وجوه الحميم جعل الكل يتحدث عن أن هذا دليل على الاستياء السعودي.
وكالات