إسلام رمضان :

سألني صديقي لماذا تدعم محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة لرئاسة الجمهورية ؟
فقلت له لاسباب عديدة تستحق السرد في مقالات متعددة ولكن دعني اذكر لك احد اهم الاسباب في دعمي له

نظام مبارك استطاع ان يتوغل في كل مؤسسات الوطن واستطاع السيطرة عليه عشرات السنين . و بعد اسقاط نظام مبارك ( في الحكم فقط ) استمر اتباعه في شَغل مناصبهم كما هم ولم يحدث اي تغيير في استمرارهم في شغل تلك المناصب .

من بعد رحيل مبارك تحدث الكثير عن تأجيل الانتخابات اكثر من مرة وبالفعل تأجلت الانتخابات ودون الدخول في نقاشات عما اسفرت عنه تلك التأجيلات إلا ان الحجة الرئيسية التي تحدث عنها الجميع عدم جاهزيتهم وان الجهتان الوحيدتان اللتان يملكان النجاح في الانتخابات هم فلول الحزب الوطني وحماعه الاخوان المسلمون وحزبها الحرية والعدالة بسبب تنظيمهم وجاهزيتهم . فهل يا ترى بعد مرور اكثر من عام قد تغيرت تلك الصورة ؟؟

يؤسفني ان اقول ان الصورة لم تتغير بنسبة كبيرة فمازالت حتى الان معظم الانتخابات التي يتم اجرائها تنحصر نسبة الفوز فيها بين الاخوان وبين بعض فلول النظام السابق ولنا في انتخابات النقابات عبرة وعظة .

فللأسف التيار المَدني اللذي طالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية كثيرا لم يستطع خلال الاشهر الماضية ان يثبت كفاءة او ان يعلن عن نفسه او ان يُخرج لنا شخصيات مؤثرة تستطيع ان تنافس داخل صناديق الانتخاب حتى انهم عندما ارادوا الالتفاف حول احد المرشحين اتجهت ابصارهم إلى شخص على الاقل يحمل مرجعية اسلامية ليدخلوا به حيز المنافسة مع التيار الاسلامي حتى انهم عندما حاولوا الجلوس والاتفاق فيما بينهم اختلفوا ولم يصلوا إلى حيز للاتفاق على مرشح واحد يقوموا بدعمه فليواجهوا الواقع انهم في الاساس مختلفين فيما بينهم وليسوا كما يحاولوا الظهور به امام الناس انهم متفقين على منهج واتجاه واحد .

دعونا نعود إلى صُلب الحديث فكما ذكرت في بداية المقال ان فلول مبارك مازالوا متوغلين في اركان الدولة بصور متعددة ومن ينظر إلى الامر بحيز الحكمة والبعد عن الاهواء ومظاهر العداء فسيعلم ان الحل الوحيد لابادة ذلك التوغل هو فصيل اخر له من القدرة ما يجعله قادر على ازاحة هؤلاء من مناصبهم ومن سيطرتهم فمع احترامي للجميع لا يوجد حتى الان فصيل قوي ومنظم ومتوغل في عدة قطاعات ومؤسسات كجماعه الاخوان المسلمون ولذلك تجد الحرب الاعلامية على اشدها ضدهم لتيقنهم ان العدو الرئيسي للفلول هو استمرار جماعه الاخوان واستمرار توغلها في الحصول على مناصب سيادية للدولة مما سيجعل عرشهم في خطر ولذلك تجدهم يسعون إلى محاولة اظهار الافراد وطمس الجماعات لان الفرد سيكون اقل ضررا من قوة هائلة منظمة بالفعل .

اي رئيس سيتولى الحكم في مصر سيحتاج إلى خطوة هامة وهي بناء كيان بشري قادر على مساندته ومساعدته وقادر على التوغل في كل تلك النقابات والهيئات والمؤسسات وهذا مع احترامي للجميع سيحتاج إلى الكثير من الوقت والشخص الوحيد اللذي تخطى تلك المعضلة بالفعل حتى قبل توليه المنصب هو الدكتور محمد مرسي فورائه حزب قوي وجماعه قوية متوغله في كل المؤسسات والهيئات والنقابات مما يتيح لها القدرة على تنفيذ سريع لبرنامجها وسرعه في اقصاء بقايا النظام السابق من مناصبهم وايجاد بديل قوي لهم للتخلص من بقايا النظام في اقصر فترة زمنية ممكنة .

نحن نتحدث عن دولة عميقة الاركان وهذه الدولة مازالت في حالة صراع داخلي بين مؤسساتها والحل الوحيد في نظري على الاقل في تلك المرحلة ان تحدث حالة من التوافق بين تلك المؤسسات وان نتخلى عن دولة الفرد التي من السهل القضاء عليها ولنسعى للتخلص الفعلي من رموز النظام السابق اللذين يعبثون في كل مكان بمصر حتى نتخطى تلك المرحلة في سلام وبأقل خسائر وبأسرع وقت ممكن في التنفيذ .

هذا رأيي وهذه احد الاسباب التي تدفعني إلى اختيار الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر عن اقتناع تام بأنه الوحيد وبشهادة الكثير القادر على تحقيق أمال المصريين والقضاء على نظام فاسد استمر عشرات السنين . ارجوكم نحوا خلافاتكم وما تكنه قلوبكم وفكروا فيما قلت بهدوء تام وتذكروا اننا جميعا نحب مصر ونريد لها الخير حيث كان حتى وان اختلفت طريقه التعبير عن هذا الحب .