26/05/2009

 

كتب / عمر الطيب :

 

 

أكد د / عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لإتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الارشاد  أن اتهام د / يوسف القرضاوي ود/ عائض القرني ومنير شفيق فيما يسمى بقضية التنظيم الخاص  يؤكد تفاهة القضية ، مضيفاً أن التنظيم الدولي يستخدم كفزَّاعة للتنكيل والتضييق على الإخوان والحركات الإسلامية

 

وأشار أبو الفتوح فى حوار مع موقع إخوان أون لاين أن ذكر اسمه في محضر تحريات نيابة أمن الدولة لمجموعة الـ13 يرجع إلى سببين؛ الأول: يتمثل في كبح جماح العمل الإغاثي والإنساني العربي الداعم للشعوب العربية وحركات التحرر الوطنية، خاصةً بعد دور اتحاد الأطباء العرب خلال الحرب الصهيونية على غزة ، وحدوث حالة من الإحراج للنظام المصري مع تعنُّته في دخول الأطباء العرب والمعدات الطبية والمواد الإغاثية، وتركيز وسائل الإعلام على تعنُّت السلطات المصرية في التعامل مع الأزمة، وقرارها يوم 5 فبراير عقب العدوان بغلق معبر رفح، وإصرارها على إذلال الشعب الفلسطيني وإبقائه تحت الحصار الغاشم والمؤلم.. وهو الأمر الذي سبقه اعتقال الدكتور جمال عبد السلام مقرر لجنة القدس ومدير الاتحاد في ديسمبر من العام الماضي  ، والسبب الثاني: هو انتقام شخصي من الضابط / هشام زين الرائد بمباحث أمن الدولة الذي حرر محضر التحريات بعد قيام (أبو الفتوح) بالتقدم ببلاغ ضده للنائب العام للتعدي على نجله أحمد الطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس .

 

مضيفاً " اللافت للنظر في تلك القضية بالذات هو الزجُّ بأسماء كثيرة غير مرتبطة، سواء كانوا إخوانًا أو غير ذلك، والمؤكد أن كاتب مذكرة التحريات مجرد ضابط صغير بجهاز مباحث أمن الدولة يحاول أن يرضي رؤساءه من خلال الاتهامات المرسلة لقيادات الإخوان والزجِّ بهم في قضية "ترفعه إلى السماء"، ولكن الأمر الغريب الذي اعتدنا ألا يكون غريبًا هو دور جهاز مباحث أمن الدولة الذي تحَّول بقدرة قادر إلى مقر جديد للحزب الوطني، أو بمعنى أدق شركة حراسة خاصة أو فتوّة يدافع عن تركة ومصالح رجل أعمال أو سياسي فاسد. " ؛ معتبراً ذلك نتيجة لفقدانه الاحتضان الشعبي وكراهية مواطنيه

 

وبالنسبة لما نشرته بعض الصحف من تصريحات له بخصوص موضوع التنظيم الدولى قال أبو الفتوح " أريد أن أؤكد عدة أشياء ضرورية في هذا الملف كي نغلقه بشكل كامل، وهي أن تصريحاتي وأحاديثي الصحيفة عادةً ما يتم تحريفها وفهمها بشكل خاطئ، وخاصةً في موضوع ما يسمى بالتنظيم الدولي، هذا بالإضافة إلى أن التنظيم الدولي للإخوان ليس بالشكل الذي تصوره وسائل الإعلام؛ لأن الدولة الحديثة أصبحت بالقوة التي لا تسمح بوجود تنظيم عابر للقارات يصدر تعليماته من قطر لقطر بشكل "هرقلي"؛ بحيث يصدر الأمر من القيادة للأقطار المختلفة وما عليهم إلا تنفيذه بلا جدال فيه ولا نقاش، وإنما توجد مدرسة إسلامية أفرزتها مدرسة جماعة الإخوان المسلمين التي تتواصل فيها الأفكار وتتلاقى فيها الرؤى وتتناقل فيها الخبرات ".

مضيفاً " أما الحديث عن تنصُّلي وتنصُّل بعض القيادات الإخوانية من التنظيم الدولي فليس بالشكل الذي أبرزته وسائل الإعلام؛ فالتنصل يكون من شيء موجود بالفعل، والحقيقة أنه لا يوجد تنظيم، ولكن الموجود هو شكل تنسيقي تبادلي للخبرات والأفكار، وهو أمر ضروري أن نضع الأمور في نصابها وسياقها الصحيح.

 

مشيراً إلى أن التنظيمات الدولية السلمية عمل مشروع لا يجرِّمه القانون ولا الدستور، ما دام في الإطار القانوني وبعيدًا عن الإضرار بمصالح الدولة؛ مستدلاً بإتحاد الأطباء العرب والجامعة العربية كتنظيمان دوليان عربيان .. مؤكداً أن التنظيم الدولي أداة وفزَّاعة يستخدمها النظام ليقول للغرب: "خلي بالك!! الإخوان دول قوة كبيرة قادرة على تهديد مصالحكم في المنطقة"، فبدلاً من كلامكم يا غرب عن حقوق الإنسان والحريات اعملوا نفسكم مش شايفين أحسن لكم، ولأن هذا في مصلحتكم ومصلحة أصحابكم الصهاينة.. أو بمعنى أصحّ "سيبونا نعمل فيهم اللي يعجبنا، نرميهم في المعتقلات، نحاكمهم، نصادر فلوسهم، دا شيء يخصنا"!!.

 

وأشار أبو الفتوح إلى إعتقاده أن توقيت إثارة القضية ربما يرتبط بمحاولة من النظام لتأليب الدول العربية والغربية ضد تنظيمات الإخوان في دول غربية وعربية، بعد التفاعل والظهور القويّ، وقدرة الإخوان على تحريك الشارع إبَّان العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

 

وبالنسبة لإمكانية إعتقاله قال :  النظام الحاكم في مصر نتوقع منه أي شيء، ، فالنظام فقد عقله واتزانه وسلامته وأمنه؛ مما جعله غير قادر على تمييز الأمور وبيان الصحيح من الخطأ، والحديث عن وجود اتفاقات ضمنية بعدم اعتقال أشخاص بعينهم كفضيلة المرشد وأشخاص بعينهم من مكتب الإرشاد أمر مردود عليه في القضية نفسها المثارة الآن، مؤكداً أنه وإخوانه أعضاء مكتب الإرشاد وفي مقدمتهم فضيلة المرشد العام فداء للإخوان وللشعب المصري والإسلامي

 

معتبراً أن إتهام نواب بالبرلمان تصعيدًا خطيرًا لا بد معه من إعادة تقييم المواقف وترتيب الأوراق من جديد؛ مضيفاً " أن النظام نقل معركته مع الجماعة إلى الساحة النيابية بعدما حاول إجهاضها والقضاء عليها عبر العصا الأمنية والتحجيم والإرهاب تارةً والتشويه الإعلامي المستمر تارةً أخرى، ونحن نعرف أننا نتعامل مع نظام طاغٍ وظالم تجاوز جميع الخطوط الحمراء، لا يحكمه قانون أو منطق أو المصلحة العليا، وإنما يحكمه الظلم والقهر بحق الإخوان وغير الإخوان، سياسته تسببت في عشرات من الضحايا الشرفاء والبسطاء" .

 

وأكد أبو الفتوح أن النظام الحاكم إن لم يراجع مواقفه وسياساته وبرامجه ومعاونيه سنشهد زواله لا محالة، وأن الإخوان باقون ومستمرون، متمنياً من الله أن يعيد ذلك النظام إلى حضن الشعب المصري، ومذكراً إياه بمصير النظم القمعية.. متسائلاً : أين ذهبت الآن؟ ، ذهبت وبقي الشعب المصري وجماعة الإخوان، وبقيت فكرتهم الإسلامية النابعة من هدي القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

 

مشيراً إلى أن أن الصبر عند الإخوان إستراتيجية لأنه صبر إيجابي وليس سلبيًّا، ولكن تصويرهم بأنهم اعتادوا دور الضحية وتعوَّدوا عليه  أمر على غير الحقيقة، مشيراً إلى أن الأفعال، والصبرُ ضد الضربات المتلاحقة قائم على عمل دءوب بعون وفضل الله عز وجل في الشوارع والنوادي والنقابات والهيئات التشريعية وفي كل مكان؛ خدمةً للبلد الحبيب مصر.

 

مؤكداً أن الجماعة لن تتنازل عن النضال الدستوري السلمي كخيار إستراتيجي, وليس كما يروِّج البعض بأنه تكتيكي حتى نصل للحكم ونتسلم مقاليد الأمور ثم تتحوَّل عن الشعب والأطياف السياسية وتمارس ما كانت ننتقد الحزب الحاكم فيه

وحذر النظام الحاكم من خطورة تصاعد حالة الرفض لسياساته وبرامجه ووصول حالة الحنق والغضب لمستويات عالية تُنذر بكارثة مجتمعية وشعبية لا تحمد عقباها سيكون النظام أول ضحاياها..

 

  ورفض ابو الفتوح محاولات الهجوم على شخص المرشد العام مضيفاً " نحن أمام دولة تسيء إلى رموزها وإلى علمائها ومفكريها، ومنهم فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام الذي جاهد في فلسطين ودرَّب المتطوعين وشارك في ثورة يوليو وضحَّى بنفسه من أجل ذلك البلد الذي كافأه بأكثر من 20 عامًا في السجن، والآن يُطلق السفهاء والمنافقون ورجال الطابور الخامس والإعلام المنحطّ لينهشوا فيه في محاولة لتشويه تاريخه النضالي، متصيِّدين له كلمات تعبر عن وطنيته قالها بشكل عفوي فُهِمَت بشكل مخالف لما أراده.

 

وعن التواصل مع الغرب قال أبو الفتوح "نؤكد أن التواصل مع أي طرف في الدنيا ليس حرامًا وليس عيبًا، ولكن الحديث عن علاقة تصور أن الإخوان متناغمين مع السياسة الأمريكية، أو أن يتم تسريب إشاعات حول قيام مكتب لندن بالتواصل مع أمريكا أو حكومات غربية؛ هو أمر غير صحيح بالمرة، ومواقفنا من تصرفات وسياسات الولايات المتحدة معروفة للجميع، ولكن هناك من يحاول ربط الإخوان بأي شيء يخرجها عن سياقها الوطني وتاريخها النضالي المعروف للجميع بنصاعته ونقائه".

 

وفى رسالة منه للنظام قال " نحن كإخوان مسلمين نتمنَّى من النظام المصري أن يتجرد من ارتباطه من الغرب ويستقل بإرادته عن الغرب وتصبح إرادة مصرية عربية خالصة؛ حتى يستطيع هذا النظام أن يخدم وطنه بطريقة سليمة لتجتمع حوله القوى الوطنية، ولكنه طالما رهن مستقبله بإرادة الغرب سيعيش في تلك المأساة مع وطنه وأطيافه السياسية ؛ وللأسف لم يصبح مرتبطًا بالغرب فحسب، بل أصبح طائعًا ورابطًا استقلاله وإرادته بالعدو الصهيوني، في صورة كاريكاتورية محزنة حطَّت من شأن النظام، وأعادته للمربع الصفر في ميزان السياسة والعروبة، ونحن لا نحب ذلك لوطننا وحكومته.

وهاجم أبو الفتوح القوي السياسية مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من ممثلي القوي السياسية والأحزاب السياسية انتهازيون ومصلحتهم الشخصية فوق كل اعتبار، مطالباً بمراجعة مواقفهم وتغليب المصلحة الوطنية والاختلاف الأيديولوجي، مضيفاً " النظام يقف حائلاً بين أسماء وطنية وبين العمل الوطني مهدِّدًا إياهم بالاعتقال والتضييق، وبالتالي فالمنسحبون لا تسمع صوتهم ؛ وتبقى مجموعة الانتهازيين في ناحية النظام، والمناضلون على الجانب الآخر، إما في المعتقلات أو في الجحور!.

ــــــــــــــــــــــــــــ

 

ترقبوا باقي الحوارات مع  قادة التنظيم الدولي المزعوم : م / سعدالحسيني ، د / أسامه نصر، ا / حسين محمد إبراهيم