قارن الكاتب الصحفى وائل قنديل –رئيس تحرير جريدة العربى الجديد- بين موقف كل من الحكام فى مصر وإسبانيا، وكيف يتعامل كل منهما مع القضاء واسقلالية المؤسسات، وذلك تعليقا على التسريب الذى أذاعته قناة "الشرق"، وأظهر تدخل قيادات المجلس العسكرى فى قرارات القضاء خاصة قضية "سيارة ترحيلات أبو زعبل".

وقال قنديل -فى مقاله المنشور على موقع "العربى الجديد"- اليوم الاثنين، لأن إسبانيا دولة، من الطبيعي أن تذهب شقيقة الملك إلى القضاء وتسجن، من دون أن يتدخل الملك، فليس هناك عباس أو شاهين أو وزير داخلية يعلن، بلا أي إحساس بالخجل، أن تحالفا من الجيش والشرطة والقضاء يتحكمون في البلاد والعباد، لردع كل من تسوّل له نفسه معارضة النظام.

وتساءل لماذا لم يرفع ملك إسبانيا فيليب السادس، سماعة الهاتف لكي يكلم القاضي، كما فعل عسكر مصر، لإنقاذ شقيقته من المثول أمام القضاء؟، موضحا أن كريستينا شقيقة الملك أحيلت مع زوجها إلى القضاء، متهميْن بالفساد في ذروة احتفالات أعياد الميلاد.. ولم يفكر أحد من أهل السلطة في بلاد الأندلس في أن ذلك من شأنه أن يعكر مزاج الملك، ويبدد سعادته بالعيد، كما أن صحافة إسبانيا لم تتكتم على القصة التي تشكل سابقة في تاريخ الأسرة المالكة.

وأضاف، رغم أنه من المتوقع أن يصدر على شقيقة الملك حكم بالجسن 4سنوات، إلا أن الملك أعلن على الفور "الاحترام المطلق للقضاء" لأنه سلطة مستقلة، وكذلك كان موقع وزير الاقتصاد ورئاسة الجيش.

واستعرض قنديل الوضع فى مصر، قائلا: إن "رجال فرانكو" في القاهرة قد تفوقوا على كل ما حملته لنا سيرة الطغاة والمستبدين، فمكالمة واحدة منهم للقاضي تكفي لمكافأة "فرانكو صغير"، على عملية طهو جثث "حاجة وثلاثين" نفساً بشرية داخل سيارة ترحيلات الشرطة.

واختتم مقاله، قائلا: "ستسمعون كلاماً معاداً ومكرراً عن أن البلد في حالة حرب، وسيطعنك أحدهم بسؤال: هل تريد هدم الجيش عمود الخيمة الأخير؟"، قل لهم إن الإهانة الحقيقية للجيش أن يبقى عالقا في مستنقعات السياسة العطنة، وأن لا سبيل إلى إقامة دولة إلا بإعادة العسكر إلى المعسكر، وخروجهم من بيزنس الحكم والتجارة."