31/5/2011

بدأت نيابة الأموال العامة، إجراء تحقيقاتها فى البلاغ رقم 7456، الذى تقدم به أحمد دسوقى مدير عام الشئون الفنية للمتاحف التاريخية "سابقاً" والصحفى على القماش، إلى النائب العام ضد زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وفاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، يتهمهما فيه بنقل 365 "جاليه"، قيمة الواحد منها 30 مليون دولار، إلى قصر الرئاسة فى عهد الرئيس السابق مبارك.

أوضحت تحقيقات النيابة، أن هناك شبهة فى اختفاء 365 "جاليه" من أصل 500 "جاليه"، استلمتها قصور الرئاسة من متحف ركن حلوان، وأن الجالية عبارة عن رسومات رائعة للفنان الفرنسى العالمى "جاليه"، وهو من كبار الفنانين فى العالم فى عصر النهضة فى القرن التاسع عشر، وكان يقوم بالرسم على دوارق الزجاج والفازات وغيرها من التحف الزجاجية، مما يجعل الجاليهات من اللوحات الفنية العالمية النادرة.

وأشارت إلى أن حسن عبد الشافى، أمين متحف ركن حلوان السابق، ومحمد عبد اللطيف، العامل بالموقع على "جوال"، كان موجودًا فى إحدى جنبات الغرف أسفل استراحة الملك فاروق المعروفة بركن حلوان، وعند فتح "الجوال" عثروا بداخله على 500 "جاليه" هى من ضمن مقتنيات الملك فاروق، وترجع إلى عصر الخديوي إسماعيل.

وقال البلاغ إنه فور علم رئاسة الجمهورية بهذه المقتنيات النادرة، تم نقلها الى قصور الرئاسة واحتسابها عهدة لأمينة الآثار "حكمت عبد الشافى"، والتى انتقلت للعمل بالقصور لتكون بجانب الجاليهات ومسئولة عنها، إلا أن أمينة العهدة فوجئت بانتقاص الجاليهات بصورة متتالية ويكون المبرر فى كل مرة، أنه تم نقلها إلى أماكن أخرى دون أن تعرفها، وهو ما دعاها إلى طلب مستندات وأوراق خط سير نقل الجاليات المنقولة أو المختفية، وكان زكريا عزمى أمين الرئاسة يعطيها فى كل مرة إيصال غير ذى قيمة، يدل على الاستهتار والاستعلاء، حيث كان يكتب لها الإيصال على ظهر ورقة نتيجة أو أى ورقة مهملة.

وعندما وصل عدد الجاليهات الناقصة الى حد كبير، انتفضت أمينة العهدة حفاظا على المال العام، لكن كانت النتيجة، أن زكريا عزمى أمين الرئاسة، كتب لها ورقة بإجمالى الجاليهات، ثم قام بنقلها إلى قصر محمد على بشبرا عقابًا لها.

وقال أحمد دسوقى "المبلغ" فى التحقيقات، أنه بحكم موقعه الوظيفى كأمين عام للشئون الفنية وعضواً بلجنة اختيار مقتنيات قصور الرئاسة، حاول من خلال مكاتبات رسمية برد وإعادة الجاليهات إلى ركن حلوان، أو معرفة مصيرها، حيث لم يكن يشاهدها عند أداء مهام عمله فى متاحف قصور الرئاسة، إلا أنه لم يتلق أى رد، وعلم أن ما تبقى منها 135 "جاليه" فقط، وهو ما يعنى فقد 365 "جاليه".

كما كشف دسوقى تشتيت مقتنيات فنية وأثرية أخرى ذات قيمة عالية فنيًا وماليًا، حيث تم نقل مقتنيات من متحف ركن حلوان إلى أماكن أخرى دون متابعة لمعرفة مصيرها، وأنه تم توزيع عدد كبير من المقتنيات الأثرية، لركن الملك فاروق بحلوان، إلى جهات عديدة، منها مخازن هيئة الأموال المستردة التابعة لوزارة المالية، ومخازن رئاسة حى حلوان، وجميعها مخازن خاصة بالمهمات يقصد "الجرادل والمقشات.

وطالب البلاغ، بالكشف عن الجاليهات التى تم نقلها إلى قصور الرئاسة، كما طالب بالبحث عن المقتنيات الاثرية التى ضاعت، وقدم المبلغان للنيابة عددًا من المستندات، عبارة عن كشوف استلام قصور الرئاسة لهذه المقتنيات دون توصيف، ومنها على سبيل المثال، بند يذكر عدد 201 فازة، وهو ما يعنى كتابة هذه الفازات الفنية الرائعة، والتى ترجع لعصر الخديو إسماعيل فى سطر واحد فقط، ومجرد رقم دون اى توصيف لحجمها، وماتحمله من نقوش ورسومات أو قيمة فنية أو مالية إلى أخر المواصفات، وشمل نفس البيان عشرات الأصناف، مما يدلل على قيمتها المالية والتاريخية الكبرى.

الاهرام