06/02/2009

وسط إجراءات أمنية غير مسبوقةٍ واعتداءاتٍ بالضرب واعتقالات بالعشرات، شهدت منطقة مدينة نصر بالقاهرة بعد عصر اليوم مظاهرات حاشدة، شارك فيها أكثر من 16 ألف مواطن؛ دعمًا ومناصرةً للأشقاء في غزة ضد التهديدات الصهيونية بإعادة العدوان الإجرامي على القطاع الصامد؛ وتلبيةً لدعوة فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين للقيام بفعاليات عالمية عاجلة اليوم الجمعة؛ بهدف تحذير الصهاينة ومن وراءهم من مغبَّة القيام بتنفيذ تهديداتهم الإجرامية.

 

وشهد شارع البطراوي أمام "جنينة مول" توافد الآلاف من الإخوان المسلمين، مطالبين القيادة المصرية بسرعة فتح معبر رفح بصورة دائمة وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف تصدير الغاز له.

 

وردد المتظاهرون هتافات تأييد للمقاومة مطالبين بفتح معبر رفح منها: "على غزة رايحين شهداء بالملايين"، "يا حماس يا حماس.. الجهاد هو الأساس"، "لا إله إلا الله.. الصهيوني عدو الله"، "يا ريسنا يا مسئول.. معبر رفح ليه مقفول"، "معبر رفح ليه ليه.. الصهاينة استولوا عليه".

 

ورفعوا الأعلام الفلسطينية حاملين اللافتات الرافضة لحصار غزة وتجويعها ومنها : "لا لتجويع غزة"، "غزة رمز العزة"، "معا لفك الحصار"، "نعم للمقاومة.. لا للاستسلام".

 

 وحاصرت قوات الأمن مسجد نوري خطاب بمدينة نصر ومنعت المواطنين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة العصر؛ وهو ما أثار المصلين، إلا أن هذا لم يمنع المواطنين من تنظيم وقفة عقب صلاة العصر شارك فيها 2000 مواطن وسط حصار أمني مشدد.

 

وأمام هذا التعنت الأمني حاول المواطنون التوجه إلى مسجد رابعة العدوية، إلا أن الأمن لم يمهل المشاركين في المظاهرة كثيرًا حيث قام بتفريق المتظاهرين.

 

التأمين الصحي

 الصورة غير متاحة

الكل يهتف نصرةً لغزة

وأمام مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر تظاهر 4 آلاف مواطن وسط حصار أمني مشدد، بعد أن منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى مسجد رابعة العدوية.

 

ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتاتٍ كُتب عليها: "غزة رمز العزة"، كما رفعوا أكفانًا لأطفال مُلطَّخةً بالدماء، في إشارةٍ منهم إلى الشهداء من الأطفال الذين سقطوا في الحرب على غزة.

 

ورددوا هتافاتٍ تُبارك المقاومة الباسلة التي انتصرت على العدو الصهيوني وتدعم الشعب الفلسطيني، مثل: "يا حماس يا حماس.. إحنا وراكِ وكل الناس".

 

 الصورة غير متاحة

مصادمات بين الأمن والمتظاهرين

ولجأت قوات الأمن إلى القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين، وهو جعل المتظاهرين يفضَّلون فضَّ المسيرة، إلا أن قوات الأمن قامت بمطاردتهم في الشوارع المحيطة بشارع الطيران وألقت القبض على عددٍ منهم!.

 

وقال النائب عادل حامد: "إن مظاهرات اليوم هي استكمالٌ لانتفاضة الشعب المصري لمساندة أهلنا في غزة ضد العدوان الوحشي الذي لا يزال القطاع يعاني من آثاره"، مشددًا على أنه لا ينبغي للشعوب العربية أن تنخدع بمكائد العدو وتصريحاته بأنه أنهى العدوان على القطاع؛ لأن العدوان ليس صواريخَ تُطلَق، أو حربًا عسكريةً، ولكنه حصارُ تجويعٍ وتشريدٍ يصل إلى منع دخول الأغذية ومواد البناء ومهندسي الإعمار عبر المعابر.

 

ارتباك أمني

 الصورة غير متاحة

المتظاهرون حملوا مجسمات لأطفال غزة الشهداء

ورغم مشاركة 4 تشكيلات من الأمن المركزي في محاصرة منطقة رابعة العدوية، إلا أن المظاهرات التي نظَّمها الإخوان اليوم أربكت قوات الأمن، في سابقةٍ هي الأولى؛ حيث صرخ أحد قادة تشكيلات قوات الأمن في ارتباكٍ وخوفٍ قائلاً: "ح نحرك العربات إزاي؟! ونجمع الفصائل إزاي؟!".

 

شارك في الوقفة من نواب الإخوان: عادل حامد، محمود مجاهد، عادل البرماوي، الشيخ سيد عسكر، م. صبري خلف الله، د. فريد إسماعيل، سعد خليفة، عباس عبد العزيز، م. إبراهيم أبو عوف، عبد الله عليوة.

 

واعتقلت قوات الأمن 56 من إخوان القاهرة والقليوبية والشرقية والغربية والمنوفية والدقهلية وكفر الشيخ أثناء محاولة وصولهم إلى القاهرة وأثناء مشاركتهم في الوقفات.

 

 الصورة غير متاحة

 د. فريد إسماعيل يلقي كلمة خلال الوقفة

وأكد الدكتور فريد إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن الفعاليات مستمرة لدعم المقاومة، وحتى يتم فك الحصار وفتح جميع المعابر، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاومة مهما كانت التحديات وحجم المؤامرات والمحن.