استنكر أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د. علي القره داغي، الأربعاء، هجوم هيئة كبار العلماء في السعودية (رسمية) على جماعة الإخوان المسلمين، متسائلا عن الأوجب بالهجوم في ظل الظروف الراهنة.
ووصفت الهيئة، الثلاثاء، الإخوان بـ"التنظيم الإرهابي"، وهو ما أثار غضبة واسعة بين سياسيين وناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي، خاصة أنه لا يوجد تنظيم معلن للجماعة في المملكة.
وبدأ القره داغي تدوينة له عبر صفحته في "فيسبوك"، بالقول: "ليس من باب الدفاع عن الإخوان، وإنما من باب إحقاق الحق، سؤال موجه إلى هيئة كبار العلماء".
وأضاف: "من باب فقه الميزان وفقه الأولويات: هل الهجوم على "الإخوان" أفضل أم الهجوم على مشجعي الرسوم المسيئة لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم؟".
ومنذ أسابيع، يخيم غضب على المسلمين في أرجاء العالم؛ بسبب رسوم كاريكاتورية فرنسية مسيئة للنبي محمد، تحظى بتأييد مسؤولين فرنسيين، في مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون.
وتابع القره داغي تساؤله: "أم أنه الأوجب الهجوم على محتلي الأقصى والقدس، والمطبعين والمطبلين لدولة الاحتلال؟!".
ومنتصف سبتمبر الماضي، وقعت الإمارات والبحرين، الحليفتان للسعودية، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيما أعلن السودان موافقته على إقامة علاقات مع تل أبيب، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية.
وسمحت السعودية لكافة رحلات الطيران، بما فيها الإسرائيلية، المغادرة من الإمارات أو القادمة إليها، بعبور أجواء المملكة، في ظل أحاديث عن تقارب سعودي- إسرائيلي غير معلن.
وقال القره داغي إن "القرآن علمنا درجات الولاء والبراء التي قام عليها فكر الشيخ عبد الوهاب، وذكرها في سورة الروم أن النصارى (الروم) أقرب إلى المسلمين من المشركين المجوس، وكبار العلماء السعوديين قبلكم مثل الشيخ ابن باز - رحمهم الله أثنوا عليهم".
وختم بقوله: "أوما تعلمون أن شهادتكم ستكتب لكم أو عليكم وتحاسبون عليها، فواجب العلماء أداء حق الوراثة للأنبياء في قول الحق دون خوف إلا من الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب / ٣٩]".
وفي مارس 2014، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إدراج الإخوان بقائمة التنظيمات الإرهابية.
وجاء قرار المملكة داعمًا لموقف النظام الانقلابي في مصر، الذي أعلن الإخوان، في ديسمبر 2013، جماعة محظورة وإرهابية، وذلك بعد أشهر من الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، المنتمي للإخوان. والذي كان أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة شعبية عام 2011 أطاحت بالرئيس آنذاك محمد حسني مبارك.

