على طريقة المثل الشعبي "اضرب المربوط يخاف السايب" أرادا النظام بإعدام 23 شخصا فى يوم واحد أن يمحو صورة مواجهة عساكره، أن يبث صورة الرعب فى قلوب الذين هتفوا ضده فى الشوارع، على مدى أيام كانت مجزرة الإعدامات التى وقعت بالمناسبة قبل أيام قليلة من اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام تجسيدا لجنون الانتقام من معارضي النظام داخل السجون وخارجها فيما تستمر حملته فى التنكيل بالمعتقلين وإعانتهم فى محاولة جديدة لكسر الإرادة فيهم.
هيثم غنيم الباحث الحقوقي كشف أن قوة من مصلحة السجون من مفتش مباحث سجن طره ومأمور السجن كانوا متواجدين فى عنبر الإعدام في عنبر2 إتش 4 سجن العقرب للقيام بنقل المحكوم عليهم بالإعدام من وينج 2 إلى وينج 4 فى إطار خطة ولا أحد يعلم لماذا تم اختيار هذا التوقيت.
وقال غنيم في مداخلة لقناة "مكملين"، إنه بعد ما تم نقل 20 معتقلا وعند نقل آخر زنزانة حيث يوجد بكل عنبر 20 زنزانة ولكن لا يتم تسكين الزنازين كلها يتم ترك زنزانتين ثم وضع فى زنزانة أخرى 4 أو 5 معتقلين لمنع التواصل بين المعتقلين والتضييق عليهم عبر التكديس فى زنازين سميت فى الأصل أن تكون انفراديا.
وأضاف عندما جاء نقل 4 معتقلين الذين حدث بحقهم التصفية قاموا بالهجوم على القوة المتواجدة داخل العنبر بأدوات معدنية بسيطة وقاموا بأحداث إصابات 5 من أفراد هذه القوة، بينما فرت جميع القوة إلى خارج العنبر وعلى رأسهم مأمور السجن وضابط الأمن الوطني يحيى زكريا وتركوا زملائهم خلفهم.
وأكد غنيم أنه لم يكن هناك محاولة للهرب من قبل المعتقلين، وعندما أطاحوا بأفراد الشرطة فإن هذا كان فى إطار رد الإهانات التى تحدث لأسر المعتقلين والتضييق الذي يحدث على المعتقلين بشكل عام فى السجون المصرية وفى سجن العقرب بشكل خاص، ثم بعد ذلك قام المعتقلون الأربعة بغلق باب العنبر عليهم من الداخل ولم يحاولوا الهرب فيما تستمر حملته فى التنكيل بالمعتقلين وإهانتهم فى محاولة جديدة لكسر الإرادة فيهم.
وأشار إلى أن ما يثبت هذه الرواية كاميرات المراقبة المتواجدة فى عنبر 2 والتي قامت وزارة الداخلية بتفريغ هذه الكاميرات للاطلاع عليها فى إطار التحقيق الذى قالت إحدى الصحف المصرية إنه يجرى الآن فيما حدث، ولكن تمتنع وزارة الداخلية عن نشر هذه الفيديوهات لأنها تعلم أن المعتقلين الأربعة لم يحاولوا الهروب وهى تعلم أن نشر هذا الفيديو يُظهر فرق القوة العددية بين الأربعة معتقلين والقوة الشرفية المكونة من أكثر من 15 فردا وهم يفرون من أمام أربعة أفراد فقط.
ولفت غنيم إلى أن مشهد فرار هذه القوة الشرفية تاركة زملاءهم بالخلف كان مشهدا غريبا، مضيفا أن الجزء الأخر أن هؤلاء المعتقلين الأربعة لم يكن لديهم أى أسلحة نارية بل ما حدث أنه بعد ما قاموا بغلق العنبر دخلت قوة من العمليات الخاصة وقامت بإطلاق عدد من القنابل المسيلة للدموع ثم بعد ذلك قامت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي داخل العنبر وقتلت الأربعة معتقلين، ثم دخلوا ونكلوا بجثامينهم عن طريق إطلاق الرصاص والخرطوش الحي مرة أخرى على صدورهم ورؤوسهم.
https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/333692137922086
بدوره قال محمد جلال الناشط الحقوقي إن الانتهاكات موجود من أسبوعين في سجن استقبال طره وخاصة عنبر ب، إلى أن امتدت هذه الانتهاكات إلى العنابر الأخرى، والطبيعي أن يحدث حملات تجريد كل فترة داخل السجون المصرية للبحث عن أشياء معينة.
وأضاف جلال في مداخلة لقناة "مكملين"، أن الانتهاكات بدأت فى هذه الفترة منذ أسبوعين، وشملت أولا منع الخروج من الزنزانة ولم يحدث ذلك منذ فترة طويلة، والتجريد بهدف الإذلال والإهانة وكسر المعتقلين ويتم دخول الزنزانة بحوالي 60 فردا من الأمن ما بين ضابط وعسكري والدخول بالكلاب البوليسية ويربطون كل المعتقلين ووجوههم للخلف، ويجلسون على ركبهم وينزل المعتقل برأسه إلى الأرض، والمعتقل الذى يفكر أن يرفع رأسه ولو بالخطأ يضربوه بالشومة بطريقة عنيفة، ويأخذونه إلى التأديب، ويسرقون كل محتويات المعتقل من المصحف والأكل والشرب واللبس الثقيل والخفيف والدفايات وأسلاك الكهرباء والعلاج.. ويتركون العنبر بلا أى شيء.
وأوضح أنه عندما ثار المعتقلون قاموا بتجريدهم من ملابسهم وصعقوهم بالكهرباء أمام كل المعتقلين، وبعد ذلك ذهبوا إلى التأديب وإلى الآن لم يعرف أحد عنهم أى شيء.
https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/396810234665682
بدورها قالت زوجة إحدى المعتقلين، إن زوجها فى سجن العقرب منذ عامين وانقطع التواصل معه من بداية قصة الإعدامات، ونضع له بعضا من المال فى الأمانات، ولم نعرف إذا كانت تصل له أم لا، ولا نعرف عنه شيئا.
وأضافت أن زوجها يعانى من بعض الأمراض وأنه أصيب بجلطة من فترة ودخل المستشفى، ولم نستطِع زيارته، وخرج إلى السجن مرة أخرى ولا نعرف عنه شيئا، مضيفة أن آخر مرة تم التواصل معه من خلال المحامى من شهر مارس قبل كورونا، وقال لنا إن حالته الصحية سيئة، ومنذ أن تم اعتقاله لم نره وممنوع من الزيارة من خمس سنوات.