قالت الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمختفين قسريا بمصر "حقهم"، أمس الخميس، إن السبب الحقيقي لوفاة د. عصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، هو تعرضه لـ"اعتداء وحشي من قبل رئيس مباحث سجن العقرب، وذلك على خلفية مشادة كلامية بينهما لا يعرف سببها حتى الآن".

واستندت حملة "حقهم" إلى رواية ذكرها أحد أفراد الأمن بسجن العقرب (لم تسمه)، مضيفة، في بيان لها،: "بعد وفاة الدكتور العريان جراء الاعتداء عليه تم ترتيب جميع الإجراءات اللاحقة من دفن واستخراج شهادة الوفاة ومحضر النيابة بمعرفة جهاز مباحث أمن الدولة".
 
من جهته، طالب عضو الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمختفين قسريا "حقهم"، عمر حسين، بضرورة استماع محامين عن أسرة العريان إلى شهادة المعتقلين صبحي صالح، وشعبان عبدالعظيم، واللذين استشهد بهما بيان النيابة العامة بشأن ملابسات الوفاة، حيث أكدا استقرار الحالة الصحية للمتوفى قبيل وفاته وانتظام تلقيه العلاج من إدارة السجن، بحسب بيان النيابة العامة الذي قال إنه يشكك فيه جملة وتفصيلا.

وكانت حملة "حقهم" قد قالت، في بيان سابقا، إن "ما جاء على لسانهما (صبحي صالح، وشعبان عبدالعظيم) يخالف ما قاله الدكتور العريان نفسه أمام المحكمة في شكواه مما يتعرض له من معاناة وإهمال طبي، كما يعلم أي معتقل سابق استحالة أن يكون هذا الكلام لأي منهما بسبب مخالفته حقيقة الأوضاع داخل السجون، فضلا أن يكون سجن العقرب".

وشدّد "حسين"، على ضرورة "التحقيق في حادثة وفاة الدكتور العريان، حتى لو استدعى الأمر استخراج الجثمان من القبر، وإعادة تشريحه".

والثلاثاء الماضي، دعا حقوقيان إلى فتح تحقيق دولي في وفاة العريان، الذي وافته المنية، الخميس، داخل محبسه بسجن العقرب -السيئ السمعة- في القاهرة، لافتين إلى أن وفاته جاءت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد أو ما يمكن وصفه بالقتل غير المباشر داخل السجون المصرية.

وقال رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود، الحقوقي الفرنسي، فرانسوا دوروش، لـ"عربي21"، إن "وفاة العريان جاءت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد جراء منع العلاج والدواء، لأنه مُصاب بفيروس سي، ولم يتلق العلاج لسنوات، وإنما تركوه ليموت موتا بطيئا أليما في غرفة انفرادية بسجن شديد الحراسة".

وطالب مؤسس المنتدى المصري الموازي، رامي حافظ، الاتحاد البرلماني الدولي، والمنظمات الدولية، بفتح تحقيق شفاف وعادل ومستقل في وفاة "العريان" وغيره من المعتقلين لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت للوفاة.