خميس النقيب 
 
كما ان للنجاح اسباب فان للفشل اسباب،  وكمان للفلاح عوامل فان للسقوط والتسفل عوامل،  التردي والفشل،  
الهلاك  والضياع،  الخزي والعار،  الخسران والحرمان،  الهبوط والسقوط ،  نتائج حصل عليها الذين لا يلتزمون بحدود هذه الاية الكريمة  ويرفضون نواهيها ...!! كيف؟   قال تعالي : 
﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ الاعراف 
المنهيات في الاية .. الفواحش ماظهر منها وما بطن  ( العمل القبيح الفاضح )  في السر والعلن في الجوهر والمخبر،  والاثم ( الخمر ) والبغي ( تعدي الحدود )  ، ثم الشرك بالله وهو الخالق الرازق،  المحي المميت،  المعز المذل  ..  !!     ثم الكذب علي الله في بلاده وفي عباده ..!!  كم هم اولئك الذين ياتون المحرمات وياكلون الحقوق ويقترفون الاثام ويبغون بغير الحق ويشركون بالله ويكذبون علي الله،  والله يمهل ولا يهمل،  يرزق ولا يمنع،  يطعم  ولايحرم،  لكن في لحظة ستتغير الامور وتتبدل الاحوال وياخذ كل ذي حق حقه  "  { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  " البقرة 
كلمة إنما في الاية  أداة قصر وحصر ، يعني أن الذي حرمه الله ما سيأتي بعد إنما ، ولا شيء محرم غيره ، والتحريم والتحليل من شأن الله وحده ، وليس من شأن البشر ،     الفاحشة العمل القبيح ، الفاحشة العمل المشين ، الفاحشة العمل المخزي ، العمل الذي يعد فضيحةً ، العمل الذي يتجاوز أثره إلى غير الفاعل ، الإنسان قد يشرب الخمر فيؤذي نفسه ، لكن حينما يزني يؤذي فتاة معه ، فينقل فتاةً من فتاةٍ شريفة إلى فتاةٍ زانيةٍ سقطت من عين ، الله ومن عين نفسها .           في الاسلام تظهر قيمة الانساب ومكانة الاسر وعظمة الابوة ..!! 
حينما تكون الفواحش ، وتختلط الأنساب يلغَى النظام الذي رسمه الله للبشر ، لذلك تجد قسوة في العالم الغربي تفوق حد الخيال ، لأن عدد اللقطاء يزيد على عدد الأولاد الشرعيين ، اللقيط لا أب له ، ما استقى من أبيه الرحمة ، ما استقى من أمه الرحمة .
قال العلماء : الفاحشة هي الزنا ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان الا وجعل لها مسلك حلال نظيف كالزواج ..!!  ليس في الإسلام حرمان ، ولكن في الإسلام تنظيم ، وفي الإسلام نظافة ، وطهارة ، وعفة  ، وأنساب واضحة  ... 
الانضباط في الأنساب يفعّل العواطف المقدسة التي أودعها الله في الآباء وفي الأمهات،  فترتقي الابوة وتسمو البنوة لكن الفاحشة تهدم الاسر وتسقط المجتمع وتجلب الخزي والضياع والهلاك  ..!! 
"  من لم يكن له ورع يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله "       [ رواه الحكيم عن أنس رضي الله عنه ]
في مجتمعات العهر والكفر تجد الأب المتزمت المتمسك بالتقاليد والعادات والتراث ، المتزمت الذي يعد في مجتمعاتهم أصولياً ، إذا رأى ابنته تتزين قبل أن تخرج يحذرها من الحمل فقط ، هكذا أصبح الوضع .
نحن في نعمة كبيرة، نعمة الاسلام ، ولا يزال المجتمع الإسلامي منضبط ، لا يزال هناك أسر ، قلّمَا يتناهى إليك ما يسمى بالخيانة الزوجية ، أما إذا كان هناك خيانة زوجية وحمل سفاح ، وابن زنا ولقيط فالمشكلة كبيرة  وهذا الذي يراد لامتنا ولا حول ولا قوة الا بالله .
﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ ﴾    الزنا عمل قبيح ، مخزٍ ، يعد فضيحة ، يستحي به ، له رائحة نتنة ، يتجاوز أثره فاعله إلى غيره    ، نحن في نعمة كبيرة ، نحن عندنا بقية حياء ، بقية خجل ، بقية خوف من الله ، بقية انضباط ، بقية تماسك أسري ، بقية أسرنظيفة لكن يجب ان نحذر من الفجار و نحطاط من الاشرار ..!! 
الإثم كما قال العلماء : " كل كبيرة يقام عليها حد " .  وقال بعضهم : " الإثم هو الخمر والميسر " ، فالذي يشرب الخمر يقول لك : أنا لا أؤذي أحد ، هذا صحيح ، إنك لا تؤذي أحداً ، ولكنك آذيت نفسك  عطلت عقلك واغضبت ربك ..!! 
وَالْبَغْيَ ﴾    هو العدوان ، والعمل الذي يصل إلى الآخرين ، هناك عدوان على العِرض ، وعلى النفس ، وعلى المال ، وأوضح شيء المال .   
 لا تستقر  الحياة إلا بالبعد عن الزنا ، فتكون الأسر نظيفة ، وبالبعد عن الخمر فتكون العقول نشطة ، وبالبعد عن العدوان فتنمو المكاسب .
﴿ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾    الحياة مع الشرك حياة مشتتة ، حياة فيها صراعات ، هناك أقوياء كثر ، وكل قوي له اتجاهات ، وكل قوي له أتباع ، وكل قوي له أشخاص ، وكل قوي له إعلام ، وتجد صراعات الحياة عجيبة ، لأن الناس تفرقوا عن الله عز وجل ، ما اعتصموا بحبل الله .
فلذلك الشرك من أخطر الآفات ، وليس هناك افضل من التوحيد ،           " اعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها   "  عن انس  رضي الله عنه 
لذلك بعد أن يلغى الزنا ، ينضبط الإنسان وتكون البيوت نظيفة ، وحينما تلغى الخمر تكون العقول نشطة بإدارة الحياة ، وحينما يلغى العدوان يصير العمل مقدسًا ، وإلغاء البغي لصون العمل ، وإلغاء الإثم لصون  العقل ، وإلغاء الفحش لصون الأنساب ، وإيجاد مجتمع طاهر ، نظيف ، الأولاد معروفون ، يتلقون أكبر عناية من آبائهم ، العقل نشيط ، الشيء الآخر أنه لا عدوان ، فإذا كان كسب الرجل له ينمو العمل .
التوحيد ألا تتجه لغير الله ، وألا تتكل إلا على الله ، التوحيد يعني أنه لا رافع ، ولا خافض إلا الله ، ولا معطي ولا مانع إلا الله ، ولا رازق إلا الله ، ولا معز إلا الله ، ولا مذل إلا الله ،     ، حينما تعلم أن أمرك بيد الله وحده لا تتذلل إنسان ، ولا تخضع لإنسان . 
 "  اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس ؛ فإن الأمور تجري بالمقادير "  
 التوحيد ينمي الشخصية ويمنح الامن ويعطي الوضوح ويثمر الشفافية والشجاعة والجرأة ، كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرب أجلاً ، هذا هو التوحيد .   ﴿ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ 
اسباب السقوط وعوامل الهلاك والهبوط ركبت هنا  تركيباً تصاعدياً ، بدأت  بالفاحشة ، ثم بالخمر ، ثم بالعدوان ، ثم بالشرك ،و يأتي على رأس هذه المعاصي والآثام   الكذب علي الله ..!!  ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ  ﴾    ..  و كفاهم اولئك الذين يجملون خداعهم ويرقعون حياتهم ويسبكون نفاقهم بالكذب علي الله في بلاده وعباده  هذه الاية من سورة الزمر      "  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ " الزمر 
اللهم انا نعوذ بك من الفواحش والاثم والبغي،  اللهم انا نعوذ بك من الشرك وان نقول فيك مالا نعلم ....