بقلم:أحمد كمال الدين " من داخل معتقل سجن الفيوم العمومي " دمو "
 
إن من سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين ،أنه يأخذهم في أشد لحظات فرحهم وغرورهم وكبرهم "ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم"
...بلا مقدمات، عندما يظن أهل الحق أنهم قد كذبوا، ويظن أهل الباطل أنهم تمكنوا ،ويزداد أهل الباطل كبرا إلى كبرهم في هذه اللحظة يأتي النصر فجأة بلا مقدمات، لتكون الفرحة عارمة لآهل الحق المجاهدين ، وتكون الحسرة عارمة في قلوب أهل الباطل والظالمين.
 
...انتهى كل شيء ياموسى...ها أنت تقف أمامي ومعك بنو اسرائيل والبحر من خلفكم _هكذا حدث فرعون نفسه _ لقد كان فرعون في قمة الٱحساس بنشوة النصر القريب ، لم يكن يدري أنها نهايته.
 
...هاهو طالوت يعبر النهر بالفئة القليلة الثابتة على الحق ، وهم في أشد لحظات ضعفهم ، على العكس من عدوهم جالوت الذي كان في أقوى عنفوانه وقوته ، وهذه الفئة القليلة المؤمنة لم تكن على درجة واحدة من الثبات والمعرفة بسنة الله في نصر المؤمنين فمنهم من قال " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده "
ومنهم من قال " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".
 
... وإلى أن تنتهي هذه الحالة من التدافع ، تحدث انتصارات جزئية لأهل الباطل يفرحوا بها تمهيدا للحظة التتويج الكبرى التي يستعدون لها ولا يعلمون أنها النهاية الحتمية والسنة الإلهية لنهاية كل ظالم ، ولكن الله يستدرجهم بهذه الانتصارات الجزئية من حيث لا يعلمون حتى يتمادوا في الباطل ظنا منهم أنهم على الحق.
 
على الجانب الآخر يحدث للمؤمنين انتكاسات جزئية متتالية ، تزيدهم زلزلة وتمحيصا ، تنقطع بهم الأسباب ولا يبقى لهم إلا الله ، ليمتحن الله قلوبهم ، فمنهم من يقول :انتهى الموضوع ، مثله كمن قال سابقا "إنا لمدركون"
 
ومنهم من يقول :"لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"وهذا يحسبها بالعوامل المادية فقط.
 
أما المؤمنون الصادقون في إيمانهم الواثقون في وعد ربهم فهؤلاء كلما رأوا أهل الباطل يتقدمون ويتكبرون زادت ثقتهم بالنصر القريب، لأنهم يعلمون أن هذه هي سنة الله في أخذ الظالمين ،وأن النصر بقدر ما يأخذون هم من الأسباب المتاحة إلا أن جوهره لا يحتاج إلى أسباب ، بل هو محض كرم وتفضل من الله وحده "وما النصر إلا من عند الله".
 
...العجيب أن كلا الفريقين ينتظر فرحة مرتقبة، الطائفة المؤمنة الثابتة تنتظر فرحة التفريج ، والطائفة الظالمة الباغية تنتظر فرحة التتويج ، وصدق الله العظيم:" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنهم بغتة فإذا هم مبلسون".
 
...وتبقى الفرحة النهائية والمستحقة لأهل الحق الثابتين الواثقين بوعد الله ، وهؤلاء هم من ينزل عليهم النصر دون غيرهم ، وصدق الله العظيم " وكان حقا علينا نصر المؤمنين ".
 
فهل سنشهد فرحة قريبة لأهل الحق ؟!!!
اللهم إنا نسألك فرجا قريبا.