طالب قائد سابق بالجيش "الإسرائيلي" بإجراء تحقيق شامل حول ما تم تداوله بشأن وزارة الخارجية الإسرائيلية، وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحذيرًا مصريًا من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

 

وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن تحقيقات موسعة أجرتها في الأسابيع الأخيرة كشفت عن سيل من التحذيرات المصرية التي وصلت إلى دوائر صنع القرار الإسرائيلية قبل أسبوعين من هجوم 7 أكتوبر 2023، لكنها لم تُؤخذ على محمل الجد، رغم وضوحها وخطورتها.

 

وأضافت الصحيفة أن مصادر إسرائيلية ومصرية رفيعة المستوى أكدت أن وفدًا مصريًا زار وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل الهجوم بأسابيع، وحذّر بشكل مباشر من أن "الوضع في غزة نفذ وقد ينفجر في أي لحظة".

 

وقال اللواء المتقاعد جيرشون هاكوهين، إن هذا "يستدعي بالتأكيد توضيحًا جليا، ويُضاف النقاش بشأنه إلى تحقيق الفريق الذي شكله رئيس الأركان، برئاسة اللواء روني نوما، لكشف "التجاهل المنهجي" في الجيش الإسرائيلي للمعلومات الاستخباراتية المعروفة باسم "أسوار أريحا"، والتي حصلت عليها الوحدة 8200 في وقت مبكر من عام 2022".

 

وأضاف: "إذا تم وضع هاتين المعلومتين على طاولة واحدة لفحصهما معًا، فإنهما ستدعمان بعضهما البعض وتنقلان إلى قيادة الجيش والدولة تحذيرًا استراتيجيًا للحرب".

 

الرضا الزائف


وأشار هاكوهين إلى أنه "فيما يتعلق بهجوم حماس المفاجئ، فقد عانى النظام الإسرائيلي، بدءًا من رئيس الوزراء وصولًا إلى صفوف الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، من نوعٍ من الرضا الزائف عن الأمن، ما حال دون استيعابهم لأهمية المعلومات التحذيرية التي وُجّهت إليهم".

 

ووصف لاستعداد لهجوم مفاجئ بأنه كان "هشًا للغاية"، مشيرًا في هذا السياق إلى يما كتبه العميد يوئيل بن بورات، قائد الوحدة 8200 خلال حرب أكتوبر عام 1973 بشأن الهجوم المباغت وقتها. 

 

وأوضح قائلًا: "عندما أعلن مسؤولو الاستخبارات عن "احتمالية منخفضة" للحرب، افترضوا، عن قصد أو غير قصد، أنه في حال ارتكابهم خطأً، ستندلع حربٌ تستطيع فيها القوات الإسرائيلية النظامية صدّ المصريين والسوريين. ففي نهاية المطاف، كانت القوات النظامية، جوًا وبحرًا وبرًا، في حالة تأهب قصوى قبل ثلاثين ساعة، أي في الخامس من أكتوبر". 

 

انعدام الاستعداد والتقييمات

 

في المقابل، أشار هاكوهين إلى أنه وفقًا لتقييمات الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2023، في مواجهة تهديدات حماس من قطاع غزة، "كان الاستعداد والتقييمات غائبين تمامًا، بل وجوفاء".

 

وقال: "من هذا المنظور، يُمكن تفسير تجاهل المؤسسة الأمنية للخطر المحتمل الذي تُشكّله قوات حماس في غزة، والذي ساد خلال الفترة التي سبقت صباح السابع من أكتوبر، كيف أن التحذير المصري، إن كان قد أُرسل واستُقبل بالفعل، لم يُفضِ إلى التقييمات والاستعدادات اللازمة في المنظومة الإسرائيلية. هذه المسألة تستدعي تحقيقًا شاملًا وتشكيل لجنة تحقيق، وقد حان الوقت لبدء عملها".

 

يشار إلى أن هاكوهين خدم في الجيش الإسرائيلي لمدة 42 عامًا، شغل خلالها العديد من المناصب العليا. وعمل على الجبهتين المصرية والسورية، وأشرف عام 2005 على عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة.

 

وتولى مناصب قائد الفرقة 36 المدرعة، وقائد الكليات العسكرية وقائد فيلق الشمال وقائد وحدة تدريب حملة الرتب وقائد هيئة الأركان العامة. وأضحى منذ تقاعده عام 2014 ضابط احتياط.

https://www.xn--7dbl2a.com/2025/12/31/%D7%92%D7%A8%D7%A9%D7%95%D7%9F-%D7%94%D7%9B%D7%94%D7%9F-%D7%94%D7%94%D7%AA%D7%A8%D7%A2%D7%94-%D7%94%D7%9E%D7%A6%D7%A8%D7%99%D7%AA-%D7%9C%D7%9E%D7%AA%D7%A7%D7%A4%D7%AA-7-%D7%90%D7%95%D7%A7%D7%98%D7%95/