قالت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية، إن الولايات المتحدة فشلت في تجنيد قوات كبيرة لقوة الاستقرار الدولية المقترحة في غزة والبالغة 20 ألف جندي، مما شكل ضربة قوية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وفقًا للصحيفة، فإن خطة ترامب التي أعلنها خلال قمة شرم الشيخ بمصر في 13 أكتوبر الماضي، كان الهدف منها إزالة غزة من الأجندة العالمية، وتعزيز التطبيع العربي مع "إسرائيل"، والتركيز على حرب روسيا في أوكرانيا، لكن لم تنجح حتى الآن.

 

وأضافت أنه بعد أن عرضت إندونيسيا وقطر ومصر وإيطاليا وأذربيجان تقديم قوات في البداية، أعربت عن تحفظاتها بسبب عدم الوضوح بشأن مهمة قوات الأمن، في حين ترفض دول الخليج العربية بشكل قاطع إرسال جنود.

 

سببب التحفظ


وأوضحت الصحيفة، أن المساهمين العرب والمسلمين لا يريدون أن تقاتل القوات الدولية المقاتلين الفلسطينيين في شوارع غزة أو أن تصبح قوة احتلال أجنبية ثانية في الوقت الذي يظل فيه الجيش "الإسرائيلي" مسيطرًا على 53 في المائة من القطاع، مما قد يؤدي إلى إشعال احتجاجات شعبية في مختلف أنحاء العالم العربي، ويشكل تحديًا للحكام المستبدين العرب.

 

وأشارت إلى أن الجمود بشأن القوات الدولية المقترحة أدى إلى توقف الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية في خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء حرب غزة وتوفير مستقبل القطاع داخل دولة فلسطينية، على الرغم من رفض رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو قيام دولة فلسطينية بشكل قاطع.

 

وذكرت الصحيفة أنه عندما قبلت "حماس" خطة ترامب، وافقت على إطلاق سراح رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين وتسليم إدارة غزة إلى لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، لكنها رفضت نزع السلاح أو التنازل عن نفوذها في القطاع.

 

وبدلاً من التخلي عن أسلحتها الثقيلة أو وضعها بعيدًا عن متناولها، احتفظت "حماس" بالسلاح وحصلت على أسلحة جديدة وكثفت جهودها لتوفير الأمن والخدمات للفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع الذي يخطع لسيطرتها، بحسب الصحيفة.

 

وقالت إنه بعد نجاحها في تأمين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار، وعودة فلسطين إلى الساحة العالمية، اكتسبت "حماس" شعبية كبيرة في غزة والضفة الغربية.

 

شعبية حماس 

 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز البحوث السياسية والمسحية في رام الله في أكتوبر أن الأغلبية في غزة والضفة الغربية راضية عن أداء حماس خلال الحرب، وأن 87 بالمائة من سكان الضفة الغربية و55 بالمائة من سكان غزة لا يريدون نزع سلاح حماس.

 

وبدون نشر القوات الدولية ونزع سلاح حماس، رفضت "إسرائيل" سحب قواتها، الأمر الذي منع سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع وعرقل عملية إعادة الإعمار.

 

وبحسب الصحيفة، فإن هذا يترك غزة وسكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في وضع غير مستقر على خلفية الظروف الإنسانية المزرية ووقف إطلاق النار الهش.

 

https://www.irishtimes.com/world/middle-east/2025/12/04/us-failure-to-mobilise-international-troops-for-gaza-deals-blow-to-trumps-peace-plan/