نشرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، رسالة من من ابنة معتقل سياسي إلى جهاز الأمن تناشد التوقف عن المتابعة الأمنية لوالدها، والتوقف عن توجيه الاتهامات الظالمة له، مع ما يسببه ذلك من أضرار على المستويين النفسي والمادي.

 

ولم تذكر الشبكة، اسم صاحبة الرسالة، ولا اسم والدها المعتقل من أجل الحفاظ على سلامتهما، كما جاء في نص الرسالة. 

 

وفيما يلي نص الرسالة: 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بصراحة، اترددت كتير قبل ما أكتب الكلام ده،

 

بس يمكن الكلام يبقى زي «خرم إبرة» أتنفس منه بعد طول كتم وقهر…

 

مش عايزة أقول اسمي ولا اسم بابا، علشان سلامتنا،

 

الكلمة بقت ممكن تودّي في داهية، والعيون في كل حتة.

 

بعد اللي عدينا بيه من اختفاء قسري واعتقال وتعذيب وإهانات،

 

بدأنا من حوالي سنة مرحلة جديدة من العذاب،

 

نوع تالت كده من القهر، أنا بسميه المتابعة الأمنية الظالمة…

 

أو زي ما بحب أقول: بوابة الجحيم.

………………


كل حاجة بتبدأ بتليفون،

 

واحد من المخبرين بيتصل على بابا،

 

اللي شغال عامل بسيط في وزارة ……..

 

وأوقات يتصلوا بمديره في الشغل، يقولوله:

 

– «ألو يا فلان، روح المركز حالًا، عاوزينك هناك».

 

بابا دايمًا يرد: «تمام، حاضر».

 

يمكن حد يسأل: ليه بيقول تمام كده من غير ما يسأل ليه؟

 

علشان هم قالوله بالنص:

 

“لو ما جيتش لما نطلبك، هنهدّ البيت على دماغكم وهنبهدلك وأولادك!”

 

فبقى يروح غصب عنه، خوفًا علينا.

 

يروح المركز، ويقعدوا يحققوا معاه،

 

ويبدأوا يلفقوا له نفس التهم اللي حافظينها:

 

تظاهر – توزيع منشورات – انتماء لجماعة محظورة.

 

ويقعد أيام في الحبس يعاني ويتبهدل،

 

ولما يطلع، يطلع بكفالة خمسة آلاف جنيه.

 

والمصيبة إنها بقت تتكرر كل شهر ونص تقريبًا!

 

كل مرة يطلع فيها، يكتشف إنه اترفد من شغله.

 

نبدأ ندوّر، ونجري، ونحاول “نرضي” الناس،

 

وندي من هنا ومن هنا عشان يرجعوه،

 

وبمجرد ما يرجع، بعد أسابيع قليلة،

 

يتصلوا تاني: «تعالى المركز يا فلان…»

 

ونرجع لنفس العذاب من الأول.

 

بقينا في الحالة دي بقالنا سنة تقريبًا…

 

مش عارفين نعيش ولا نرتاح.

 

الكفالة والمحامي منين؟

 

آخر مرة دفعنا الكفالة بعد ما بعنا مصدر اكل عيشنا  اللي كنا بنعيش منه!

 

بابا كمان مريض،عنده امراض كتيرة ومش وش بهدله وحالته الصحية كل يوم بتزداد سوء ده غير حالته النفسية واحساسه وعجزه انه يقول لهم 

 

لا 

 

مشى هجى 

 

حياتنا بتنهار يوم بعد يوم،

 

والبيت بقى مليان خوف وقلق ومذلة.

 

إحنا مش عايشين، إحنا بنحاول ننجو.

 

يعني إيه حياة لما كل صوت يخوفك؟

 

لما كل خبط على الباب يخلي قلبك يقع؟

 

إيه الذنب اللي عمله راجل بسيط بيكدّ علشان عياله يعيشوا بكرامة؟

 

إزاي يتحول لإنسان مطارد ومتهم وهو أنضف منهم كلهم؟

 

حسبي الله ونعم الوكيل.

 

مش هنقدر نسامح اللي ظلمونا،

 

وربنا كبير… هيورّيهم يوم يذوقوا فيه أضعاف اللي عشناه.

 

أرجوكم، انشروا الرسالة دي من غير أسماء،

 

أنا بس عايزة الناس تعرف إن في بيوت كتير بتتعذب في صمت،

 

وفي ناس بتموت بالبُطء من غير صوت ولا حق،

 

علشان محدش يقول بعدين: «ماكناش نعرف».

 

إحنا مش طالبين غير اننا نعيش في أمان… مش أكتر ، سيبونا فى حالنا  كفايه كده.