شهدت مدينة بوسطن الأمريكية، خلال الساعات الماضية، احتجاجاً لافتاً من نشطاء مؤيدين لفلسطين داخل مخبز محلي يُعرف باسم “تاتا”، بعد الكشف عن أن مؤسِّسة المخبز خدمت سابقاً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثار موجة غضب واسعة بين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني.

 

وبحسب ما أظهره مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، نظّم عدد من النشطاء المناصرين لفلسطين وقفة احتجاجية داخل المخبز، مردّدين شعارات تُندد بالاحتلال الإسرائيلي وتدعو إلى مقاطعة المؤسسات والأفراد الذين تربطهم علاقات مباشرة بدعم الجيش الإسرائيلي أو يساهمون في تمويل سياساته العدوانية.

 

الاحتجاج – الذي حمل طابعاً سلمياً لكنه كان صاخباً في رسائله – جاء في ظل تنامي حملة المقاطعة الشعبية داخل الولايات المتحدة ضد الشركات التي يُشتبه في تقديمها أي نوع من الدعم لإسرائيل أو جيشها. وقد حرص المحتجون على التأكيد أن تحركهم لا يستهدف الأفراد على أساس الهوية أو الدين، بل يعبّر عن موقف أخلاقي ضد المشاركة في آلة القتل التي تواصل تدمير غزة منذ أكثر من عام.

 

وتداول ناشطون على التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تُظهر لحظة اقتحام عدد من المحتجين للمخبز وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويرددون شعارات من قبيل مناهضة للاحتلال ومؤيده لفلسطين وغزة، وسط محاولات من العاملين تهدئة الأجواء. وأظهر الفيديو مشاهد من داخل المكان، حيث علت أصوات المحتجين الذين طالبوا بمحاسبة المالكة بسبب “تورطها المعنوي في دعم الاحتلال من خلال خدمتها السابقة بجيشه”.

 

 

يأتي هذا التحرك في وقت يتزايد فيه الغضب الشعبي داخل الولايات المتحدة من الموقف الرسمي الداعم لإسرائيل، خاصة مع تصاعد التقارير الحقوقية التي توثق حجم الدمار والخسائر البشرية في قطاع غزة.

 

فبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 68 ألفاً و865 شهيداً، إضافة إلى 170 ألفاً و670 مصاباً، في حين أسفرت الغارات الواسعة التي شنها جيش الاحتلال خلال الأسبوع الماضي وحده عن استشهاد 110 فلسطينيين بينهم 46 طفلاً.