شهدت محكمتا جنايات الزقازيق والجيزة إصدار حكمين حاسمين في قضيتين هزّتا الرأي العام، الأولى تتعلق بجريمة قتل بشعة ارتكبها عامل في ديرب نجم بمحافظة الشرقية خنقًا بحق صاحب عمله، والثانية تخص فني تكييف شابًا تورط في جرائم هتك عرض 3 أطفال بمنطقة الطالبية بالجيزة.

 

جريمة ديرب نجم.. خنق حتى الموت بسبب خلاف مالي

 

قضت محكمة جنايات الزقازيق الاستئنافية، برئاسة المستشار سامي بيومي وعضوية المستشارين الدكتور مصطفى السيد بلاسي، ومحمد محمود بده، ومحمد مصطفى طاهر، بإجماع الآراء، بتأييد حكم الإعدام شنقًا لعامل بمعلف مواشٍ، بعد إدانته بقتل صاحب العمل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، على خلفية خلافات مالية بسيطة نشبت بينهما.

 

وتعود تفاصيل الواقعة إلى شهر أبريل من العام الماضي، ضمن القضية رقم 13914 لسنة 2024 جنايات ديرب نجم، حين تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من الأهالي يفيد العثور على جثة أحد المواطنين داخل مزرعة بدائرة المركز، وبها آثار خنق حول الرقبة.

 

أثبتت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة العامل عادل. م. الـ (47 عامًا)، الذي كان يعمل بمعلف لتربية الماشية لدى المجني عليه عطية. م.، قبل أن تتفاقم الخلافات بينهما إثر طرده من العمل ورفض صاحب المزرعة دفع مستحقاته المالية.

 

وتشير أوراق التحقيق إلى أن المتهم لم يتحمل قرار فصله، فدخل في نزاعات متكررة مع المجني عليه، إلى أن قرر الانتقام منه. وفي يوم الواقعة، ترصده في الطريق المؤدي إلى المزرعة، وفور مشاهدته، باغته بقطعة قماش «شال» كانت بحوزته، ولفها حول رقبته بإحكام حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

 

وأكدت تحريات المباحث وتقارير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن الخنق المباشر باستخدام أداة لينة، وأن الواقعة تمت بتخطيط مسبق، ما أكد توافر نية القتل العمد.

 

وأمام المحكمة، حاول المتهم تبرير جريمته بأنها لحظة غضب بسبب "الخلاف المالي"، إلا أن المحكمة رأت أن نية القتل كانت واضحة وثابتة بالأدلة، خاصة بعد اعترافه الجزئي وتطابق أقوال الشهود.
وبعد إحالة أوراق القضية إلى مفتي الجمهورية الذي أيد الحكم، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بالإعدام شنقًا.

 

قضية الطالبية.. فني تكييف يهتك عرض 3 أطفال

 

وفي واقعة أخرى لا تقل فظاعة، قضت محكمة جنايات الجيزة، بإحالة أوراق شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، يعمل فني تكييف، إلى المفتي؛ لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه بتهمة خطف وهتك عرض 3 أطفال في منطقة الطالبية.

 

وتعود أحداث القضية رقم 7695 لسنة 2025 جنايات الطالبية، إلى بلاغ تلقته أجهزة الأمن يفيد تعرض مجموعة من الأطفال للاعتداء، بعدما استدرجهم المتهم إلى مسكنه بزعم إعطائهم حلوى، ليحتجزهم داخل الشقة ويعتدي عليهم جنسيًا.

 

كشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم استغل براءة الأطفال وصغر سنهم، حيث تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات، وكرر الجريمة أكثر من مرة بنفس الأسلوب.


وقالت والدة أحد المجني عليهم إنها لاحظت علامات التهابات على جسد ابنها، وبسؤاله اعترف بما جرى.


كما أكد شهود من الجيران أنهم رأوا الأطفال يدخلون شقة المتهم ويخرجون منها في حالة ارتباك وخوف.

 

وأسندت النيابة للمتهم ارتكاب جرائم خطف وهتك عرض بالقوة، وهي من أشد الجرائم التي تندرج ضمن الجرائم الموجبة للإعدام وفقًا لقانون العقوبات.

 

وأشارت المحكمة في حيثيات قرارها إلى أن ما ارتكبه المتهم يمثل اعتداءً صارخًا على الطفولة والإنسانية، ما استوجب إحالة أوراقه إلى المفتي قبل النطق بالحكم النهائي.