أثار حادث الوفد القطري في مدينة شرم الشيخ، والذي أسفر عن وفاة ثلاثة من أعضاء الديوان الأميري وإصابة اثنين آخرين، موجة واسعة من الجدل والتكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط صمت رسمي من الجانبين المصري والقطري.

وبينما وصفت بعض المصادر الحادث بأنه “عرضي”، رأى آخرون أنه يحمل أبعاداً سياسية خطيرة مرتبطة بمسار المفاوضات التي سبقت "قمة شرم الشيخ للسلام"، وبالوساطة القطرية في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
 

جدل متصاعد
وفي ظل غياب الرواية الرسمية الكاملة، تصاعدت التفسيرات المتباينة على منصات "إكس" (تويتر سابقاً)، حيث عبّر عدد من الإعلاميين والسياسيين والناشطين عن شكوكهم إزاء ما وصفوه بـ"الغموض المريب" الذي يحيط بالحادث.

تراوحت التغريدات بين الاتهام المباشر والتلميح السياسي والتحليل الفني، لتكشف عن انقسام حاد في قراءة المشهد بين من يرى في الحادث "عملية مدبّرة"، ومن يعتبره "حادثاً مرورياً عارضاً" تم تضخيمه لأغراض سياسية.

من جهته كتب الصحفي ناصر بن راشد النعيمي  " حاولوا افشال الوساطة ثم حاولوا اغتيال المفاوضين بالعدوان على #قطر ، ثم شككوا ان تتابع قطر الوساطة ، و فشل مسعاهم ، و ما هذه الاّ البداية ."

 

الرسام والفنان أحمد عز العرب " اليس غريبا أن يمر خبر حادث سيارة الوفد القطرى فى شرم الشيخ دون تفاصيل و لامتابعة من كل الاطراف بما فيهم صحافة واعلام قطر ؟ هل اخبار زيارة ترامب وتوقيع الاتفاق ازاحت خبر الحادث ؟ ام ان هناك اسرار لم يأت موعد الكشف عنها ؟"

 

الخبير السياسي أحمد لطفي " في مصر لسه الناس بتموت علشان قطر يخبط في قطر ويتقلبوا في ترعة ميكروباص يقع من فوق كوبري ويسقط في مصرف واحد يقع في حفرة أو يتكهرب في عمود نور أسرة تموت مخنوقة من تسرب الغاز عيل ياخد حقنة غلط في مستشفى عمارة يقع منها كام دور فيموت السكان الحوادث دي اختفت من العالم خالص من زمان قوي".

 

الإعلامي محمد ناصر " هل تورطت إسرائيل في اغتـ،ـ.يال الوفد القطري بشرم الشيخ.. أم مجرد حادث؟".

 

السياسي عمرو عبدالهادي " حقيقة #حادث #وفد_قطر في المفاوضات وتحول فرحة #السيسى الى رعب بعد سماعة خبر نجاة اثنين منهم المسكوت عنه في انتقام #السيسي من تميم ويعتبر انه رد صفعة قناة الجزيرة عَبر اغتيال الوفد القطري".

 

الإعلامي نور الدين عبدالحافظ " هذه الحوادث متعددة الأهداف عقاب قطر هدف صهيوني و هز صورة مصر و افشال اتفاق الهدنة و غرس بذور الخلاف قبل اجتماع الرؤساء"

وفي تغريدة أخرى كتب " اغتيال اعضاء من الوفد القطري في اجتماعات شرم الشيخ جريمة مهينة مدبرة مصدرها مفضوح".

 

وفي اتجاه آخر قال الصحفي عبدالواحد عاشور " فعلاً استاذ عبداللطيف الحوادث أصبحت مريعة ليس في مصر وحدها بل في كل دول العالم والخليج وحتى قطر نفسها بها نسب حوادث مرتفعة.. يبدو التطور التقني في مجال السيارات جاء على حساب معايير الأمان فضلاً عن الرعونة في القيادة."

 

وفي تغريدة أخرى كتب " للعلم..وقبل الهبد: حادث الوفد القطري المشارك بمفاوضات السلام هو حادث مروري عادي وقع على أطراف شرم الشيخ جراء انقلاب السيارة التي تقلهم وأسفر عن استشهاد 3 بينهم شيخ من الأسرة الحاكمة،وإصابة اثنين بإصابات خطيرة وأدخلوا العناية المركزة في المستشفى الدولي بالمدينة."

 

ومع استمرار التعتيم الرسمي وتضارب الروايات، يظل حادث الوفد القطري لغزاً مفتوحاً على كل الاحتمالات، خصوصاً أنه جاء في لحظة سياسية حساسة تسبق إعلان اتفاق سلام تاريخي بين أطراف متصارعة. وبينما تترقب الأوساط الإقليمية نتائج التحقيقات، يبقى الشارع العربي مشدوداً إلى ما إذا كانت هذه الحادثة ستُطوى كحادث عرضي آخر، أم ستُفتح كملف سياسي يكشف عن صراع خفي يدور خلف كواليس "سلام شرم الشيخ"