في تصعيد جديد يشير إلى تحول نوعي في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس عبر جناحها العسكري، كتائب القسام، عن تدشين عمليات عسكرية جديدة تحت اسم "عصا موسى".
جاء هذا الإعلان ردًا مباشرًا على العملية الإسرائيلية المسماة "عربات جدعون 2"، التي استهدفت قطاع غزة وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.
اختيار الاسم لم يكن عشوائيًا؛ إذ يحمل دلالات رمزية ودينية تستحضر معجزة عصا النبي موسى عليه السلام، في إشارة إلى القوة الكامنة في المقاومة، وقدرتها على قلب موازين القوى رغم محدودية الإمكانيات.
تفاصيل التدشين
أعلنت كتائب القسام عن إطلاق عملية "عصا موسى" في بيان رسمي بثته عبر وسائل الإعلام التابعة لها في 8 سبتمبر 2025. وجاء في البيان أن العملية تهدف إلى "كسر هيبة الجيش الإسرائيلي، والرد على جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتثبيت معادلة أن المقاومة قادرة على فرض كلمتها". وأكد البيان أن العملية ليست حدثًا رمزيًا، بل حملة عسكرية مفتوحة قد تتوسع لتشمل جبهات متعددة إذا استمر الاحتلال في عدوانه. بهذا التدشين، أرادت حماس إرسال رسائل واضحة: أولها رفع معنويات الشارع الفلسطيني المحاصر، وثانيها التأكيد لإسرائيل أن أي محاولة لفرض معادلة جديدة ستواجه برد مضاد.
عملية "عربات جدعون 2".. خلفية العدوان
عملية الاحتلال "عربات جدعون 2" مثلت شرارة إطلاق "عصا موسى". فقد نفذ الجيش الإسرائيلي هذه العملية في مطلع سبتمبر 2025، مستهدفًا مواقع في غزة بدعوى ضرب قدرات المقاومة. إلا أن نتائجها جاءت كارثية على المدنيين؛ حيث أسفرت عن استشهاد عدد من الأطفال والنساء، فضلًا عن تدمير واسع في البنية التحتية. وقد استغلت حماس هذه العملية لتبرير إعلانها عن مرحلة جديدة من التصعيد، مؤكدة أن دماء المدنيين لن تذهب سدى، وأن المقاومة تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.
العمليات التي نُفذت تحت مسمى "عصا موسى"
لم يقتصر الإعلان على الخطاب، بل تُرجم سريعًا إلى عمليات ميدانية متعددة:
- العملية الأولى – 8 سبتمبر 2025: أطلقت كتائب القسام رشقات صاروخية مكثفة باتجاه عسقلان وسديروت. البيان أكد أن الضربة جاءت ردًا مباشرًا على "عربات جدعون 2". النتيجة: إصابة 7 مستوطنين بجروح، أحدهم في حالة خطرة.
- العملية الثانية – 10 سبتمبر 2025: فجرت وحدة الهندسة التابعة للقسام عبوة ناسفة كبيرة استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية شرق خان يونس. أسفرت العملية عن مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين. حماس بثت مشاهد مصورة لتوثيق الحدث.
- العملية الثالثة – 12 سبتمبر 2025: أطلقت القسام دفعة صواريخ متوسطة المدى نحو بئر السبع. البيان أوضح أن "الضربة رسالة بأن المقاومة قادرة على نقل المعركة إلى العمق". الاحتلال اعترف بإصابة 11 مستوطنًا بجروح وأضرار مادية واسعة.
- العملية الرابعة – 14 سبتمبر 2025: استهدفت القسام تجمعًا لجنود الاحتلال قرب موقع ناحل عوز بقذائف هاون. اعترف الجيش بمقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح متوسطة.
ردود الفعل الإسرائيلية
أظهرت البيانات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي قلقًا متزايدًا من تصاعد عمليات حماس. فقد فرضت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ في مستوطنات غلاف غزة، مع إغلاق المدارس والمرافق الحيوية. في المقابل، حاولت القيادة العسكرية التخفيف من وقع الضربات بالقول إن القبة الحديدية اعترضت جزءًا كبيرًا من الصواريخ، لكن اعترافها بالإصابات والخسائر أكد أن "عصا موسى" أحدثت إرباكًا في الجبهة الداخلية. الإعلام العبري تحدث عن حالة خوف غير مسبوقة، فيما هبطت معنويات المستوطنين نتيجة تكرار صفارات الإنذار.
احتفاء واسع
لم تكن "عصا موسى" مجرد حملة عسكرية، بل حملت رسائل سياسية واضحة. فمن جهة، بعثت حماس برسالة قوية للحكومة الإسرائيلية أن أي عدوان لن يمر دون ثمن.
ومن جهة أخرى، أرادت أن تؤكد للشعوب العربية والإسلامية أن المقاومة ما زالت على العهد، قادرة على الصمود والمبادرة رغم الحصار والظروف القاسية.
كما حاولت حماس من خلال هذه العمليات تكريس نفسها كقوة مركزية في المعادلة الفلسطينية، لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها في أي ترتيبات مستقبلية.
لذلك ثمن العديد من الخبراء والنشطاء تلك العمليات
فكتب محمد " عصا موسى تتلقف ما يأفكون، تتلقف حبال وأفاعي فرعون وهامان وسحرتهم، إنه صنع الله الذي أتقن كل شيء "وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون" ."ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله" صدق الله العظيم".
https://x.com/MohammedEnnoui1/status/1965688032809336892
أم أدهم الشرقاوي فنشر " كتائب القسَّام تنشر: سلسلة عمليات عصا موسى! يا ربِّ سدِّدْ رميهم، وثبِّتْ أقدامهم، واربِطْ على قلوبهم!".
https://x.com/adhamsharkawi/status/1963298153957822826
الصحفي تركي الشلهوب نشر بوستر التدشين وقال " كتـ.ـائب القـ.ـسام تنشر تصميماً مؤثراً بعنوان: عصا موسى.. ما رأيكم".
https://x.com/TurkiShalhoub/status/1963681811197727096
وعلق الإعلام الحربي اليمني " فيما يتعلَّق بالصمود الفلسطيني هذا الأسبوع أطلقت كتائب القسَّام عمليتها العسكرية الجهادية البطولية في التصدي للعدو الإسرائيلي، بعنوان (عصا موسى)، ونفذت سرايا القدس عمليات مهمة وحالة التعاون بين الإخوة المجاهدين بمختلف فصائلهم في القطاع، هي حالة إيجابية وعظيمة ومهمة".
https://x.com/MMY1444/status/1966176924054503785
وقال د.سام يوسف " #عصا_موسى ردا على #عربات_جدعون.. أراد الاحتـ.ـلال أن يَكسو عـ.ـد.وانــ.ـه بسردية توراتية تُقدس القوة والغـ.زو.. لكن المـ.ـقـ.ا.ومـ.ـة ردّت بـ"عصا موسى" لتقول: لسنا نحن من سيُبـ.ـتلع..".
https://x.com/drhossamsamy65/status/1963580769026097660
وأضاف السياسي همام شعلان " وصف الله بلاء فرعون لموسى وقومه بـ الكرب العظيم، ومع ذلك كان الفرج بعصا صغيرة بيده…توكل على الله ولا تسأل كيف يفرج... كتائب القسام تطلق عمليات "عصا موسى" ردًا على عمليات عربات جدعون الصهيونية... إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ...".
https://x.com/osSWSso/status/1963351717569073654
وأخيرا فإنه مع تدشين عملية "عصا موسى"، تدخل المواجهة بين حماس والاحتلال مرحلة جديدة من التصعيد. فقد أثبتت العمليات المنفذة أن المقاومة قادرة على إحداث خسائر فعلية في صفوف الجيش والمستوطنين، وأنها لا تكتفي بالرد الدعائي. في المقابل، يبقى الاحتلال عاجزًا عن فرض الأمن الكامل رغم تفوقه العسكري. السؤال المطروح الآن: هل ستبقى "عصا موسى" عند هذا الحد كرسالة ردع، أم أنها بداية لجولة مواجهة مفتوحة ستغير قواعد اللعبة في المنطقة؟