في مشهد استفز ملايين العرب، ظهر عبد الفتاح السيسي إلى جانب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وهما يتناولان إفطارًا فاخرًا على شاطئ البحر بمدينة العلمين الجديدة.

صور المائدة الملكية التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أنواعًا فاخرة من المأكولات والمشروبات، فيما تتوالى صور من غزة تكشف مأساة إنسانية لا توصف: أطفال يتضورون جوعًا، وأمهات يبحثن عن لقمة تسد رمق صغارهن بين الركام.
https://x.com/i/status/1960610136604504290

المفارقة ليست مجرد صدفة، بل عنوان فج للتناقض بين حكام المنطقة الذين ينغمسون في الترف وبين شعوب تنزف جوعًا وحصارًا.
 

العلمين الجديدة.. طاولة من ذهب في زمن الدم
مدينة العلمين تحولت إلى منتجع النخبة، حيث لا مكان للأزمات ولا للفقراء.
تقارير تحدثت عن إفطار يليق بالملوك، مزين بالأطباق الفاخرة والحلويات المستوردة، بينما كانت شاشات الهواتف تنقل صور أطفال غزة وهم يقتاتون على حبوب القمح المغلية أو أوراق الشجر.

الناشط الفلسطيني أحمد الكرد كتب على تويتر: "نحن نموت جوعًا.. وهم يتسابقون على الولائم الفاخرة".

وكتب أنا المواطن " من فلوس الشعب".
https://x.com/Thesametrue1/status/1960619625865207933

وأضاف هاني " بالسم الهارى"
https://x.com/HanyShrydh/status/1960613878380868073

وأشار علي " تلاجتي طول الوقت كان فيها مايه بس .. بس ... شايفين المايه جوا ؟ ازايز كتير ..".
https://x.com/jack08051969/status/1960617627073511462

وتهكم اينو " يعني ايه؟ السيسي باع ايه المره دي؟ ايه اللي اتباع يا ماسريين؟ القناة؟ باقي الحدود البحرية؟ مهو مفيش حاجة ببلاش كده بين الشياطين! ايه اللي اتباع المرة دي؟ ابن الناقص دفع كم عشان الإفطار الملوكي ده؟".
https://x.com/Ammonah5050/status/1960623215765561563

أحد المغردين كتب بمرارة: "السيسي وبن زايد بيفطروا على البحر.. وعيال غزة بيموتوا على الرمل".

ناشطة عربية أضافت: "إفطار ملوكي على حساب دماء الأبرياء.. أين الضمير؟".

وسائل التواصل اشتعلت بهاشتاغات مثل #غزة_تجوع و #إفطار_الملوك ، مع آلاف التغريدات التي تهاجم السيسي ومحمد بن زايد.

الكاتب بلال فضل كتب: "مشهد الإفطار في العلمين رسالة واضحة: نحن لا نرى دماءكم ولا جوعكم".

الصحفية منى الطحاوي علّقت بغضب: "ترف وقسوة.. حاكم عربي يحتفل على الشاطئ بينما أطفال عرب يحتضرون".

الدكتور ممدوح سلامة، خبير العلاقات الدولية، قال: "هذه المشاهد تكشف حقيقة الأنظمة التي تتاجر بالقضية الفلسطينية أمام الكاميرات، بينما في الواقع يرفلون في الترف".

الكاتب الاقتصادي حسن نافعة أضاف: "كم تكلف إفطار العلمين؟ وماذا لو أنفق هذا المال على غذاء أطفال غزة؟".

حتى بعض المؤيدين السابقين للنظام المصري عبّروا عن صدمتهم، معتبرين المشهد "طعنة في ضمير الأمة".
 

غزة.. مدينة الموت البطيء
على الجانب الآخر، في غزة، لا وقت للترف. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن القطاع يواجه أخطر أزمة غذاء في تاريخه، مع انهيار شبه كامل للإمدادات وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
صور صادمة لأطفال هزيلين، أمهات تبكي على ما تبقى من فتات، ومرضى يموتون في المستشفيات لغياب الدواء والطعام.
 

وليمة على جثث الجياع
الإفطار الملوكي في العلمين لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل صفعة في وجه الشعوب التي تتألم.
مشهد البحر الأزرق والموائد الفاخرة، يقابله بحر من الدماء والدموع في غزة.
وبينما يحتفل السيسي وبن زايد بالرفاهية، يذبل أطفال فلسطين حتى الموت.

السؤال الذي يصرخ في وجوه الجميع: متى تتحول هذه الأنظمة من الترف إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الأمة؟ أم أن الوقت قد حان لتقول الشعوب كلمتها؟