أحدثت قرارات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الأخيرة بترشيد استهلاك المياه موجة غضب عارمة في الشارع المصري، إذ اعتبرها المواطنون انعكاسًا لفشل الدولة في إدارة ملف المياه على مدار سنوات. هذه القرارات شملت فرض قيود وغرامات وتشديد الرقابة على المنازل والمزارعين، لكن الشارع يرى أنها ليست سوى محاولة لمعاقبة المواطن بدلًا من مواجهة جذور الأزمة.
 

ترف النخبة مقابل عطش الشعب
بينما تحرم القرى والأحياء الفقيرة من المياه الأساسية، تُهدر كميات ضخمة في بحيرات صناعية وملاعب جولف داخل المدن الفاخرة.
النشطاء هاجموا المفارقة بحدة، حيث كتب أحدهم: "هما عايزين الفلاح يسقي الأرض بالدموع عشان العاصمة الإدارية تفضل خضرا!"، بينما علّق آخر ساخرًا: "قللوا المياه عن الشعب وزودوها في نافورة العلمين… في الآخر المواطن هو اللي غلطان!".
 

خبراء: الأزمة ليست في المواطن بل في السلطة
الخبراء لم يوفروا انتقاداتهم، مؤكدين أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب التخطيط وسوء الإدارة، وليس في استهلاك المواطن.
الدكتور حسين العطار، خبير الموارد المائية، صرح: "شبكات المياه المتهالكة تفقد نصف الكميات، والزراعة لا تطبق نظم الري الحديثة بشكل كامل… ومع ذلك يلومون المواطن!".

خبير آخر وصف القرارات بأنها "حلول استعراضية تغطي على فشل ذريع في إدارة الأزمة"، مشيرًا إلى أن استمرار المشروعات الترفيهية التي تستهلك مليارات الأمتار من المياه دليل على تناقض الأولويات.
 

غضب السوشيال ميديا: اتهام بالتقصير والتفريط
النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صبّوا غضبهم على الحكومة، متهمينها بالتفريط في حق مصر المائي ثم تحميل الشعب الثمن.

أحد المغردين كتب: "بعد ما فرّطوا في النيل جايين يقولوا لنا ترشّدوا… اللي ضيّع المية مش المواطن".

فيما كتب آخر: "احنا بندفع فاتورة فشل التفاوض مع إثيوبيا… وكل يوم بيزيدوا القيود علينا".

وعلق آخر بسخرية مرة: "اللي كان بيقول السد مش هيتم، دلوقتي بيقول لنا قلّلوا استهلاككم!".

من جهته كتب محمد جابر " الحكومة: ترشيد استهلاك الفرد من المياه ليصبح المتوسط اليومي 150 لترا بدلًا 250 ."
https://x.com/45mogaber45/status/1959907228330176790

وأشارت علا حسن " لغى زراعة معظم المحاصيل والارز المصري اصبحنا نستورده لانه يحتاج مياه كثيرة، ومعظم المصانع اغلقت ، هل هناك شيء لم يفعله ، لم يبق سوى الاقتصاد في المواطنين انفسهم لتوفير المياه .. وعذه مهمة كامل الوزير !"
https://x.com/OlaHass46636877/status/1959590587251707964

واستطرد مراد " هل مر على التاريخ شخص بكل هذه الحقارة؟ سؤال جاد."
https://x.com/mrdRox/status/1959688217571332414

وقال أبو زهرة " وش الخراب والدمار".
https://x.com/AboZAHRA885841/status/1959625138543931793

وتساءل وحيد " طيب يا أحقر العملاء في التاريخ يا وش الفقر و الخراب بتوصل النيل للعاصمة الزفت الإدارية و لسيناء ليه ؟!!!"
https://x.com/botosasa/status/1959623984099766780

وأضاف ورد بلدي " بلاش نشرب علشان خاطر نبني مصر وهو دا الإعجاز العلمي نعيش من غير ما نشرب احنا عايشين من غير بروتين وفاكهة جات علي الشرب بلاش نشرب المهم السيسي يفضل في الحكم يعمل قصور هو يعني بيعملها لنفسه لا دا بيعملها علشان لما نموت من العطش يدفنا قدمها".
https://x.com/lqynlxvpJ94Sj8u/status/1959810227878121729
 

سد النهضة.. الفشل الذي يطارد المصريين

لا يمكن فصل هذه الإجراءات عن أزمة سد النهضة التي تعاملت معها الدولة باستهتار لسنوات، حتى أصبح الأمر واقعًا مفروضًا.
خبراء وصفوا الأمر بأنه "أخطر مثال على فشل النظام في حماية الأمن المائي"، مشيرين إلى أن "كل التطمينات السابقة كانت أوهامًا، والآن ندفع الثمن بعطش الفقراء".

النشطاء يعلقون بسخرية مرة: "اللي كان بيقول السد مش هيتم، دلوقتي بيقول لنا قلّلوا استهلاككم!".

وأخيرًا ومع هذه السياسات، يظل السؤال يتردد على ألسنة المواطنين: لماذا يُطلب من الفقراء التقشف في المياه، بينما تُغرق القصور والمدن الجديدة في بحيرات الرفاهية؟
الإجابة غائبة، لكن الغضب حاضر وبقوة، خاصة مع شعور متزايد بأن الدولة تدير الأزمة بعقلية الجباية، لا بعقلية التخطيط والمسؤولية.