في تصريح وُصف بأنه "انفصال تام عن الواقع"، خرج محمود فوزي، الأمين العام لمجلس نواب الانقلاب، ليقول أمام الإعلام:
"المعارضة في مصر بلا قيود، والناس تتحدث بحرية دون خطوط حمراء".
التصريح لم يمر مرور الكرام، بل تحوّل إلى مادة ساخرة وغاضبة على منصات التواصل، وسط تساؤلات: عن أي حرية يتحدث الرجل، والآلاف خلف القضبان لمجرد منشور على فيسبوك؟
"لا قيود؟".. السجون ترد
من اللحظة الأولى لانتشار التصريح، امتلأت التعليقات بالتندر والدهشة.
أحد النشطاء كتب: "لو مفيش قيود، يبقى اللي في السجون دول بيقضوا إجازة؟"
بينما غرّد آخر: "إذا مفيش خطوط حمراء.. ليه كل المعارضين محبوسين؟"، في إشارة واضحة للتناقض الفاضح بين الخطاب الرسمي والواقع الذي يشهد ملاحقات أمنية لكل صوت مخالف، حتى الصحفيين لم يسلموا من الحبس.
واكتفى الدكتور ماجد عبدالله بالرد عليه بكلمة واحدة: "كاذب".
https://x.com/pariq4000_maged/status/1958847884767486088
وأشار زاهي: "الصعلوك محمود فوزي تجاوز كل الحدود، حتى مسيلمة الكذاب ما كانش يوصل لمستوى الطنّانة ديال السياسة! الناس تتكلم بلا خطوط حمراء، وهو يتحدى كل الخطوط".
https://x.com/ZahiElMahboub2/status/1958866812914831811
وعلّق الكاتب ممدوح حمزة: "عيب والله، ربنا حيوديك النار، اسأل مجرب.. إرهابي وحكم سجن على تغريدة".
https://x.com/Mamdouh_Hamza/status/1958832185193996779
وأشار يوسف: "أكيد نكتة حضرتك اللي بتقوله. عارف كام معتقل في مصر علشان قال رأيه وتم اتهامه بانضمام لجماعة محظورة؟ حضرتك ممكن تقول لنا فين المعارضة؟ في الإعلام؟ في مجلس الشعب؟ كفاية كلام يعكس الواقع، الفعل مفيش معارضة ولا سياسة في مصر".
https://x.com/yousef_tarek808/status/1958810190481858570
المعارضة في مصر.. موجودة على الورق فقط
منظمات حقوقية ردّت ببيانات نارية، مؤكدة أن ما يحدث في مصر هو "إلغاء ممنهج للمجال العام".
فالمعارضة الحقيقية غائبة، الأحزاب مُكبلة، الإعلام مُسيطر عليه بالكامل، وكل من حاول الترشح للرئاسة وجد نفسه بين التهديد أو السجن.
أحد الحقوقيين علّق ساخرًا: "المعارضة الوحيدة اللي شغالة في مصر هي المعارضة اللي في دماغ المسؤولين".
تلميع في زمن الأزمات
تصريح فوزي لا يأتي في فراغ، بل في وقت يئن فيه الشارع تحت أزمة اقتصادية خانقة، مع ارتفاع الأسعار وتراجع العملة.
وهنا يرى محللون أن الهدف هو تلميع صورة النظام أمام الداخل والخارج: "رسائل تجميلية لتصدير صورة الحرية المزعومة، بينما الواقع يكشف عكس ذلك"، خاصة في ظل الانتقادات الدولية الحادة للحكومة المصرية بخصوص حقوق الإنسان.
الخطاب الرسمي في مواجهة الواقع المرير
الناس على السوشيال ميديا اختصروا القصة في جملة واحدة: "إذا كانت المعارضة حرة كما تقولون، أفرجوا عن المعتقلين".
لكن يبدو أن التناقض بين الشعارات والممارسات سيظل مستمرًا.
تصريح محمود فوزي أصبح مثالًا على الخطاب الرسمي الذي يحاول إخفاء القمع بشعارات الحرية، في بلد بات فيه مجرد تغريدة سببًا كافيًا للاعتقال.
وفي النهاية، فما قاله فوزي قد يُكتب في كتب الفكاهة السياسية، لكنه بالنسبة للمصريين دليل جديد على أن من يجلس في السلطة يعيش في "فقاعة" بعيدة كل البعد عن الشارع، وعن السجون التي تمتلئ بأصحاب الرأي.