في فيديو جديد قلب الطاولة، خرج الرائد أيمن الكاشف ليكشف واحدة من أكبر الفضائح: مستقبل الدولة وقياداتها مرهون بأوراق يكتبها ضباط صغار لا يملكون خبرة ولا مسؤولية.
تقارير "مفبركة" تُصاغ في مكاتب مكيفة، فتطيح بقيادات لها عقود من الخدمة.
وكأن الدولة تُدار على طريقة "كراسة التعبير" في المدرسة: يكتب الصغير ما يريد، ويُصدق الكبير بلا نقاش.
https://x.com/i/status/1958581242653233655
التقارير.. ورق يحدد مصائر
الكاشف يقول إن الضباط الصغار، بدلاً من أن يتعلموا أبجديات المهنة، تحوّلوا إلى مؤلفين محترفين في صناعة الأكاذيب.
يكتب أحدهم تقريراً عن قائد بارز، فينتهي الرجل بعد أيام إلى الإبعاد أو التجميد أو حتى السجن.
الأمر يشبه أن تضع سيارة فارهة في يد طفل يتعلم القيادة لأول مرة، ثم تستغرب كيف تحطمت على أول مطب.
صراع الأجنحة.. والضحية الدولة
ما عرضه الكاشف ليس مجرد "أخطاء فردية"، بل هو جزء من مسرحية أكبر: أجنحة متصارعة تستخدم "التقارير المفبركة" كسيوف تقطع بها رقاب خصومها.
والنتيجة؟ قيادات تُسقط ظلماً، ومعلومات مغلوطة تصل إلى أعلى المستويات، وقرارات مصيرية تُبنى على أوهام. كأن المخابرات الحربية تحولت إلى ساحة "كيد نساء" لا إلى جهاز يُفترض أنه يحمي الدولة.
انعدام الرقابة.. وانتحار المهنية
الأدهى من ذلك أن لا أحد يراجع أو يدقق. الورق يمر من يد الضابط الصغير إلى يد القائد الأعلى وكأنه "نص مقدس".
لا لجان مراجعة، ولا تحقيقات مستقلة، ولا عقل يسأل: هل هذا الكلام منطقي؟
وهكذا، تتحول المخابرات إلى ماكينة إنتاج شائعات، لا تختلف كثيراً عن جروبات الفيسبوك التي يتبادل فيها الناس الأخبار الكاذبة.
الفرق الوحيد أن هذه الأكاذيب تطيح بمصائر كبار القيادات وتحدد مسار دولة بأكملها.
مهزلة على حساب الشعب
تصريحات أيمن الكاشف تكشف أننا أمام جهاز لا ينشغل بمصالح الناس ولا بأمن الدولة، بل بمصالح شخصية وصراعات داخلية. والضحايا ليسوا فقط القيادات التي يُضحى بها، بل أيضاً الشعب الذي تُدار شؤونه على أساس تقارير مفبركة.
نحن إذن أمام دولة يحكمها "ضابط صغير" لا يملك سوى قلم وورقة، لكنه قادر أن يهدم سنوات من خبرة شخصيات أكبر منه بعشرات المرات.
وأخيرا فالفضيحة التي كشفها الكاشف تقول بوضوح: المخابرات الحربية لم تعد "العين الساهرة"، بل تحولت إلى "دفتر شكاوى" يكتبه الصغار ليصفي به الكبار حساباتهم.
وما دام الورق أقوى من الحقيقة، فلا عجب أن تغرق الدولة في أزمات، وأن تدار القرارات المصيرية بمنطق "اكتب ما تشاء وسنصدقك". أي مستقبل يمكن أن يبنى على هذا العبث؟