في كلمة سريعة أمام "الرواد الرقميين" المشهورين بكونهم نخبة التكنولوجيا، قال عبد الفتاح السيسي: "تدريب الطالب بيكلفنا مليون جنيه، واللي هيقصّر في مادة مش هيكمل معانا… ومعندناش رسوب في الكلية."

هذه العبارة وحدها أثارت حفيظة شريحة واسعة في الداخل، خاصة عندما تردد أنها وُجّهت للطلاب الذين اختارتهم الأجهزة الأمنية شخصيًا، عبر تحكم واضح في عملية الاختيار.

 

الاحتجاج الشعبي: "مليارات تُهدر على أُميِّعية التكنولوجيا"

تعليقات رواد منصات التواصل الاجتماعي كانت حادة، فعلقت "قرباني": "عندك بالشعب... شباب زي الورد وعندهم إمكانيات، إنت مش مستغلها عشان بتقصر الدراسة على النخبة اللي أنت عارفها وبس."

https://x.com/CORBANY_Y/status/1953693595493359880

وسخر "مو": "ادفع يا شعب."

https://x.com/moha661155/status/1953367482644709692

ولفت "إسلام": "يبقى التعليم في بريطانيا وأمريكا أرخص يا حمار."

https://x.com/NabootX/status/1953414530404380891

وقال حساب "جمال مبارك": "معقولة تدريب اللجان الإلكترونية بيكلف كدا هههههههه، وفي الآخر محدش بيسمعهم ومكشوفين للشعب."

https://x.com/hosne_mubark/status/1953365946149556649

وعلق أحدهم قائلًا: "صحيح التدريب مكلف جدًا، لكن مين الناس دي؟ ناس محسوبية، مش بالعلم. ومن النت مفيش حاجة."

وقال آخر: "مليون جنيه تموّل شاب تلوين وورد بسهولة… ومصر فيها جامعات ممكن تجهز آلاف خريجي التكنولوجيا قبل ما ندفع كله تحت عباءة الأمن."

 

المشاريع الضخمة: ملايين تُضَخ... لا إنتاج ولا مردود

 

العاصمة الإدارية: مدينة طُرِدت من الواقع

على غرار تقرير في "الجزيرة نت"، فإن العاصمة الإدارية الجديدة، رغم ضخامة تكلفتها (45 مليار دولار)، استقطبت فقط حوالي 1200 أسرة حتى أوائل 2024، من ملايين متوقعة.

هيمنة الجيش على التصميم والتنفيذ، دون دراسة سوقية أو احتياجات فعلية، توضح غياب التخطيط للفعالية أو المردود.

 

قناة السويس الجديدة: التضخيم فوق الواقع

أعلنت الحكومة أن القناة الجديدة ستدرّ 100 مليار دولار سنويًا، لكن التراجع حصل، حتى اعتبر السيسي أن "العائد معنوي" فقط.

 

مشاريع زراعية "فنكوش" وألبان ميتة

مشروع الصوب الزراعية في قاعدة محمد نجيب استنزف المليارات، لكنه انهار؛ أُغلقت معظم الصوب، ولم يُستفد منه إلا في بضعة مراكز تعبئة.

مجمعات الألبان في الفيوم، النوبارية، وقلي قارون أُغلقت أو تعمل بنصف طاقتها خلال سنوات قليلة من افتتاحها.

 

القروض والديون: جيل كامل يحمل الثمن

وفق "بوابة الحرية والعدالة"، فإن تمويل مشروعات مثل العاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة تم عبر القروض، ما رفع الدين الخارجي من 40 مليار دولار إلى ما يقارب 140 مليارًا خلال 6 سنوات.

وبحسب "الاقتصاد العربي الجديد"، فإن تلك المشاريع تفتقر إلى الجدوى الاقتصادية، وغلبت عليها الدعاية والشكل، على حساب الوظائف الحقيقية والتنمية الوطنية.

 

الحوار المفقود بين الأمن والتعليم والاقتصاد

الميزة التنموية لا تُبنى من خلال البنى التحتية أو الكليات العسكرية، بل من خلال تمكين الكفاءات وربط التعليم بسوق التكنولوجيا الحقيقية.

المال العام لا يجب أن يُصرف لمجرد إظهار "إنجاز" أو "إنقاذ صورة" الدولة، في حين تقدم جامعات حكومية وتكنولوجية مثل "مصر الرقمية" آلاف الخريجين دون تحميل الدولة أعباء المبالغات.

التصريح "مليون جنيه للطالب – ولا رسوب؟" يسلط الضوء على مشكلة عميقة: أن التعليم أصبح أداة للرقابة وتسليع المعرفة، بدل أن يكون وسيلة لتطوير المواهب.

 

المطلوب: إعادة توزيع الموارد

دعم الجامعات الحكومية، تحسين التعليم التكنولوجي الحضري، تمكين القطاع الخاص من التعاون الحر، واستثمار المعرفة بدل إهدار المليارات.