في الأيام الماضية، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات متتالية للرائد السابق بالقوات المسلحة أيمن الكاشف، يروي فيها ممارسات وصفها بـ"الصادمة" داخل الجيش، ويطلق نداءً إلى "شرفاء القوات المسلحة" للكشف عن الحقيقة والتوقف عن التسليم الصامت.
الفيديوهات كشفت غضبًا داخليًا غير مسبوق، ورغبة في تشكيل صوت جديد داخل المؤسسة العسكرية. صاحبها لم يتحدّث عن السياسة فقط، بل عن نظام هرمي استعبادي قاده الانصياع الكامل لأوامر الباقين بلا مراجعة.
https://youtu.be/D7IFIA4PLHo
في الفيديو الأول، أبدى أيمن الكاشف لحظات رعب من الأوامر التي تلقاها بخلع الزي العسكري دون مبرر، واصفًا الموقف بأنه "إهانة داخليّة مخجلة".
فيديوهاته المتداولة عبر X وTikTok بالترقيم الثاني يشير إلى أن هذه الممارسات كانت متكررة، وأنه سمع قصصًا لحظات من فقدان الانضباط الأخلاقي في الجيش، على حد وصفه: "جاءتنا أوامر بخلع الزّي العسكري... شاهد الزملاء وهم يتراجعون... وجدت نفسي مُضطر أن أرفع صوتي."
https://www.facebook.com/watch/?v=1063306195889750
وصلت عدد مشاهدات تلك الفيديوهات إلى مئات الآلاف، وهو ما يشير إلى أن الجمهور العربي بدأ يفتش عن صوت داخلي يعكس الواقع دون رقابة.
وفي فيديو آخر، كرّر الكاشف الرسالة، مخاطبًا الضباط: "إلى الشرفاء داخل الجيش... لا تسمحوا بطمس الحقيقة ولا بخليعة النظام..."
https://www.facebook.com/sadamisr1/photos
في سياق الانتشار، ظهرت منشورات حول أن الحملة المجتمعية اللاحقة تحمل وسماً مثل "#احنا_الشعب" و"300" في إشارة إلى عدد ضباط رفضوا الانصياع للأوامر مما أدى إلى احتجازهم في السجون العسكرية.
ومن جهته نشر الإعلامي أحمد سمير "في اتجاه جديد ومختلف وده الفيديو رقم 2 المتداول للرائد أيمن الكاشف بيحكي فيه عبر تقنيات حديثة لحظات صادمة في القوات المسلحة لما جتلهم الأوامر بخلع الزي العسكري بس يا ترى ليه شوف الظابط قال ايه #غزه_تباد_وتحرق #حملة_300 #ايدرسون_للاهلي_يالاستقطاب #موتمر_حل_الدولتين".
https://x.com/A_SAMIR_1/status/1950653790371393689
وكتب حزب تكنو قراط مصر "فيديو متداوَل لرائد في الجيش يُدعى "أيمن الكاشف"، يوجّه رسالة إلى الشرفاء في القوات المسلحة، ويدعو المصريين، وخاصةً ضباط الجيش، إلى متابعة فيديوهاته القادمة... ملحوظة الاسم مستعار #حمله_300 #السيسي_خاين_وعميل #السيسى #شباب_المعصرة_فين".
https://x.com/egy_technocrats/status/1950286030893936991
المحللون يرون في فيديوهات الكاشف تمردًا رمزيًا على إرهاب الصمت داخل المؤسسة. أحد النشطاء كتب: "رأينا الكاشف يتحدث عن ضياع العقيدة العسكرية، الكذب الدائري، والرداءة الأخلاقية كأنها قواعد مدرسة."
توّج هذا التعبير تنامي رفض للقيادات التي ترى أن الولاء السياسي فوق الولاء العسكري، وأن الحقائق تُسقى بالكتمان.
دعم الكاشف
العديد من النشطاء دعوا إلى دعم أيمن الكاشف، معتبرين أنه أول صوت حقيقي من داخل المؤسسة يخرج عن دائرة الخوف والخضوع: وصف التحليل بأنه "شجاعة لفظية" قلما تراها في صفوف المؤسسة، عتبر الكثير أن الفيديوهات دليل على أن النظام بات يعاقب الضمير المهني.
وقال بعض المراقبين إن انتشار الفيديوهات عبر صفحات مثل Sadamisr1 وTheLensPost وغيرها ساعد في تحريك ضمير داخلي خارج الإعلام الرسمي، عبر وسائل مثل فيسبوك وتيكتوك وX:هذه المنصّات وضعت الأداء السري للنظام في العلن.
أحد المصادر الحقوقية قال: "السجون العسكرية تضم ضباطًا رفضوا الانصياع... هناك شرفاء ينتظرون الحماية".
الرائد أيمن الكاشف أصبح ظاهرة تقنية وصوتًا مسموعًا داخل حشد لا يجاهر بالخوف. الفيديوهات التي أطلقها هي أكثر من خطاب احتجاجي: إنها استدعاء لضمير داخلي لا يُصمت.
كما أنها تضع النظام أمام أحد اليقينين: إما الرد الرسمي المحترم عبر تحقيق شفاف، أو التنكر والقطع الذي سيجعل الصوت يتكرر قادمًا من زوايا أخرى.
الكاشف أعطى المثال بأن الضمير يمكن أن ينتصر، حتى لو كانت المؤسسة التي يعمل بها هي الخصم. وختامًا، يظل السؤال: هل ستلتفت الدولة إلى الضمير؟ أم ستتركه يسقط في رمال السجون العسكرية؟
حتى الآن، لم تعلن السلطات أي رد فعل مكتوب أو إصدار قرار رسمي بكشف التهم ودحض الفيديوهات. غياب التصريح الرسمي أو تحقيق عام بات علامة استفهام: هل النظام يقاوم الكشف أم يجهزه في السر؟