أفاد مصدران فلسطينيان مطلعان بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه "تعثراً" نتيجة إصرار إسرائيل على تقديم خريطة للانسحاب، تبقي بموجبها نحو 40% من مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية، في حين ترفض حركة حماس هذا الطرح، وتعتبر أن ذلك سيؤدي إلى جعل القطاع مناطق معزولة بدون معابر ولا حرية التنقل.
وقال أحد المصدرين إنّ "مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس"، وقال المصدر الثاني، وهو مسؤول فلسطيني مطلع، إن "إسرائيل تواصل سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة".
وألقى المسئول باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإضافة شروط جديدة في كل مرة، وآخرها خرائط الانتشار الجديدة لمواقع وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
كما أوضح مسئول آخر في حركة حماس في تصريح أن موقف إسرائيل من إعادة الانتشار «هو العقبة الحقيقية» في المفاوضات.
وأشار إلى أن الحركة لا تصر على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، قائلًا: «نحن ملتزمون بانسحاب جزئي بناء على خرائط 19 يناير 2025 مع تعديلات طفيفة».
وقال مسئول إسرائيلي رفيع الخميس الماضي ، إن وقف إطلاق النار قد يتم في غضون أيام، لكن نتنياهو أشار بوضوح إلى نيته استئناف الحرب بعد وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما إذا لم تستسلم حماس.
واتهم المسئول الرفيع في حماس، نتنياهو بعدم الجدية في المفاوضات، موضحا أن «اللهجة الإيجابية التي تحدث بها نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة كانت للاستهلاك السياسي والإعلامي فقط».
وفي وقت سابق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مسئول فلسطيني، لم تسمه، القول إن المفاوضات الجارية في الدوحة بين حماس وإسرائيل، على وشك الانهيار، وإن الجانب الإسرائيلي عمد لإضاعة الوقت وعرقلة عملية التفاوض عبر إرسال وفد بلا أي صلاحيات اتخاذ قرار.
وأوضح المسئول في التصريحات التي نشرت اليوم السبت، أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة ليست لديه صلاحيات اتخاذ قرارات بخصوص مسألة الانسحاب وتوزيع المساعدات.
ولم توضح «بي بي سي» إن كان المسئول الفلسطيني ينتمي للسلطة الفلسطينية أو لـ«حماس»، إلا إنها أشارت إلى أنه حضر جولتين على الأقل من المحادثات.
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس مساء الأحد الماضي في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت حماس في بيان، الأربعاء الماضي، إنها أبدت مرونة في جولة المفاوضات الجارية، بالموافقة على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين، في إطار جهودها للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأكّدت استمرار التفاوض بشأن القضايا الجوهرية، وعلى رأسها تدفق المساعدات الإنسانية، وانسحاب جيش الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.