شهدت محافظة جنوب سيناء حالة تأهب أمني غير معلن في الأيام الأخيرة، بعد عبور آلاف الإسرائيليين من معبر إيلات إلى مدن طابا ودهب ونويبع، هرباً من تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، وفق ما أفادت به مصادر أمنية لصحيفة العربي الجديد.

أكّدت مصادر أمنية تكثيف عمليات المراقبة والتفتيش، خاصة في المناطق التي يقيم فيها عدد كبير من الإسرائيليين. جرى تعزيز نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية في جنوب سيناء، كما شاركت القوات البحرية بالتنسيق مع خفر السواحل في تأمين الحدود البحرية.

أوضحت مصادر استخباراتية أن أجهزة الدولة، بما في ذلك الرئاسة، تتابع الموقف على مدار الساعة لتأمين الإسرائيليين ومنع أي اعتداءات محتملة قد تهدد قطاع السياحة أو تزيد توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، خصوصاً في ظل الغضب الشعبي المتصاعد إزاء الموقف الرسمي من العدوان الإسرائيلي على غزة.

كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عن تعليمات صريحة صدرت بإلغاء إجازات عناصر الشرطة والجيش في المحافظة، وتحرك قوات مشتركة لتأمين الأماكن الحيوية. وصف أحد الضباط الوضع بـ"أزمة أمنية"، مشيراً إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر، وتكليف أجهزة الاستخبارات بمراقبة حركة الوافدين لرصد أي اختراق محتمل من قبل عملاء استخباراتيين إسرائيليين.

وصل عدد الإسرائيليين الذين عبروا معبر طابا منذ بداية الرد الإيراني إلى نحو 40 ألف شخص، وفق مسؤول في وزارة السياحة، فيما بلغت نسب الإشغال الفندقي في بعض المناطق أكثر من 100٪. لجأت بعض المنشآت السياحية إلى تحويل الأكواخ والمظلات الشاطئية إلى غرف مؤقتة لاستيعاب الضيوف.

ذكرت مصادر محلية أن العديد من الإسرائيليين يستخدمون منتجعات البحر الأحمر كمحطة مؤقتة قبل السفر إلى أوروبا أو أمريكا الشمالية عبر مطاري شرم الشيخ والقاهرة. حذر مسؤول استخباراتي من تفاقم الموقف إذا امتد وجود الإسرائيليين إلى مدن مصرية أخرى، مما يصعب مراقبتهم.

مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة وتوتر العلاقات مع طهران، تحوّل نمط السياحة الإسرائيلية إلى جنوب سيناء من زيارات ترفيهية إلى ما يشبه "اللجوء المؤقت"، وفق بعض المحللين.

لم تصدر السلطات المصرية أي بيانات رسمية حول تدفق الإسرائيليين أو الوضع الأمني في المنطقة، بينما ركّزت التغطية الإعلامية المحلية على تجاهل القضية أو الاكتفاء بإشارات عابرة، لتفادي إثارة الغضب الشعبي.

تداول نشطاء مصريون صورًا لعائلات إسرائيلية في معبر طابا على وسائل التواصل، منتقدين المعاملة التفضيلية التي يتلقاها الإسرائيليون مقابل التضييق على الناشطين المتضامنين مع غزة. فقد منعت السلطات "المسيرة العالمية إلى غزة"، التي ضمت 1500 ناشط من نحو 80 دولة، من الوصول إلى القطاع، واعتقلت بعض المشاركين واعتدت عليهم، ثم رحّلتهم خارج البلاد، ما أثار موجة من الغضب على المستوى الدولي.

رغم توقيع اتفاق سلام بين القاهرة وتل أبيب منذ نهاية السبعينيات، تواجه الحكومات المصرية المتعاقبة رفضاً شعبياً واسعاً للتطبيع. ومع أن العلاقات بين البلدين تشمل مجالات دبلوماسية وتجارية، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023 أدى إلى تصاعد التوتر بشكل حاد.
 

https://www.newarab.com/news/egypts-south-sinai-high-alert-israelis-flee-war-iran